مع اقتراب موعد استضافة المغرب لكأس الأمم الإفريقية 2025، تتسارع وتيرة التحولات الرقمية في المملكة، حيث تشكل شبكة الإنترنت من الجيل الخامس (5G) حجر الزاوية في هذه الاستعدادات الوطنية الطموحة. هذه التقنية الحديثة ليست مجرد نقلة نوعية في سرعة الاتصال، بل تمثل جسرًا نحو مستقبل رقمي متكامل، يعزز من مكانة المغرب على الساحة الرياضية والاقتصادية، ويعيد رسم خريطة الفرص أمام المدن الإقليمية، وعلى رأسها مدينة بنسليمان.
وللتذكير ،تلعب الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات (ANRT) دورًا محوريًا في تنظيم وإطلاق شبكة الجيل الخامس بالمغرب، من خلال منح الرخص للمشغلين ووضع الأطر التنظيمية التي تضمن جودة الخدمات وتوازن السوق. في هذا الإطار، أعلنت شركتا “اتصالات المغرب” و”إنوي” في مارس 2025 عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية لتسريع نشر شبكة الجيل الخامس والألياف البصرية عبر تأسيس شركتين مشتركَتين:
FiberCo، التي تهدف إلى تسريع نشر الألياف البصرية، مع خطة لربط مليون منزل خلال عامين وثلاثة ملايين خلال خمس سنوات.
TowerCo، التي تركز على تطوير بنية تحتية لأبراج الاتصالات، مع خطة لبناء 2000 برج جديد خلال ثلاث سنوات و6000 برج خلال عشر سنوات، لدعم توسع شبكة 5G.
وتقدر الاستثمارات في هذه المرحلة الأولى بحوالي 4.4 مليار درهم (450 مليون دولار) خلال ثلاث سنوات، مع تركيز واضح على تغطية المدن الكبرى والمناطق الاستراتيجية مثل المناطق الصناعية، الإدارات العمومية، مراكز البحث، والجامعات، على أن يتم التوسع تدريجياً ليشمل باقي المناطق بحلول 2030.
تسعى المملكة إلى تغطية 25% من السكان بشبكة الجيل الخامس بحلول نهاية 2026، ثم التوسع إلى 70% بحلول عام 2030، في إطار استعداداتها لاستضافة مشتركة لكأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال. توفر شبكة 5G سرعات فائقة وزمن استجابة منخفضًا، مما يتيح بثًا مباشرًا عالي الجودة للمباريات، ويحفز الاقتصاد الرقمي، ويجذب الاستثمارات في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.
كما تشمل الخطة تجهيز آلاف المرافق الإدارية بالألياف البصرية وربط ملايين المنازل بالإنترنت عالي الصبيب، مما يؤسس لبنية تحتية رقمية متينة تواكب التطورات العالمية وتلبي تطلعات المواطنين.
👈🏼حظوظ مدينة بنسليمان: بين التحديات والفرص
رغم أن المدن الكبرى مثل الرباط، الدار البيضاء، طنجة، فاس، مراكش، وأكادير تحظى بالأولوية في التغطية بشبكة الجيل الخامس، إلا أن بنسليمان، كمدينة إقليمية ذات موقع استراتيجي، تمتلك فرصًا واعدة في الاستفادة من هذا التطور الرقمي. فالتوسع التدريجي للشبكة يشمل المناطق الصناعية والجامعات ومراكز الأبحاث، وهي قطاعات موجودة في بنسليمان والمنطقة المحيطة.
كما أن المخطط الوطني لتطوير البنية التحتية الرقمية يولي اهتمامًا خاصًا بتحسين التغطية في المناطق القروية والمناطق ذات الصبيب الضعيف، ما يعزز من فرص المدينة في اللحاق بركب المدن المتقدمة رقميًا، ويدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية.
إن دخول المغرب عصر الإنترنت من الجيل الخامس ليس مجرد تحديث تقني، بل هو إعلان عن تحول شامل في منظومة الاتصالات والاقتصاد الرقمي، يحمل معه آمالًا كبيرة في تعزيز مكانة المملكة على خريطة الأحداث الرياضية العالمية، وفتح آفاق جديدة للتنمية المحلية في المدن الإقليمية مثل بنسليمان. هذه الخطوة الاستراتيجية، التي تواكب طموحات المغرب في استضافة كأس العالم 2030، تؤكد أن المستقبل الرقمي للمملكة مشرق، وأن الفرص متاحة للجميع، شرط استثمارها بذكاء ورؤية واضحة.
