أخبارجهاترأيسياسةمجتمع

افتتاحيتنا اليوم: البرلمانية ورئيسة الجماعة التي تحدّت كل قواعد الفساد: نموذج نادر للنزاهة والتواضع

حين ترفض سيارة الجماعة وهاتفها أن تكون أدوات للامتياز… قصة تضحك في وجه الإسراف وتدعو إلى التغيير الحقيقي

في زمن تتسابق فيه الفضائح وتتكاثر فيه قصص الفساد المالي والإداري، نحتاج إلى أن نُسلط الضوء على نماذج نادرة تعيد لنا الأمل في السياسة المحلية. اليوم، نسلط الضوء على رئيسة جماعة ترابية، قصة بسيطة لكنها استثنائية، امرأة لم تلمس سيارة الجماعة، ولم تستخدم مواردها إلا بالحد الأدنى، محافظة على نزاهتها وتواضعها في عالم يغلب عليه الإسراف والتبذير. هذه القصة ليست مجرد حكاية فردية، بل هي دعوة صامتة لكل المسؤولين لإعادة النظر في مفهوم الخدمة العامة، وللعودة إلى قيم الترشيد والاحترام التي يجب أن تميّز كل مسؤول حقيقي. في هذا العدد، نروي لكم تفاصيل هذه القصة التي تضحك في وجه الفساد وتذكرنا بأن السياسة قد تكون أحياناً مضحكة… إذا ما عرفنا كيف نمارسها بحكمة وروح الدعابة.
📌البرلمانية ورئيسة الجماعة التي لم تلمس سيارة ولا هاتف الجماعة: قصة نزاهة تضحك في وجه الفساد

ففي زمن تتسابق فيه الفضائح والاختلاسات على تصدر عناوين الأخبار، وتغيب فيه قيم النزاهة والتواضع عن كثير من المسؤولين، تبرز قصص نادرة تذكرنا بأن هناك من يختار أن يكون مختلفاً. قصة برلمانية ورئيسة جماعة لم تلمس سيارة الجماعة ولا استعملت هاتفها، ولم تستغل ميزانية الجماعة إلا بما يليق، تفتح لنا نافذة نادرة على عالم آخر، عالم الإدارة الصادقة والوفاء بالعهد.
هذه القصة ليست مجرد استثناء، بل هي دعوة صامتة لإعادة التفكير في مفهوم المسؤولية العامة، وإعادة الاعتبار لقيم الترشيد والاحترام.
تخيلوا برلمانية ورئيسة جماعة ترابية، امرأة محترمة، لم تطأ قدماها سيارة الجماعة يوماً، ولم تستخدم قط وقود الجماعة لسيارتها الخاصة، ولا هاتف الجماعة النقال. رقم هاتفها المحمول لم يتغير منذ عام 2007، كأنه توقيف زمني يرفض أن يتبدل، رمز لثباتها ووفائها لمن منحها الثقة، دون أن تتكبر أو تخون العهد.
هذه السيدة لا تستهلك من ميزانية الجماعة سوى ما هو ضروري جداً، بل وتتحمل من مالها الخاص حتى الماء والشاي والسكر والقهوة والحلوى التي تُقدم في الاجتماعات. أما المكافأة الشهرية، فهي تقبلها بسخاء، رغم أن حقها فيها أكبر من ذلك، وكأنها تقول: “العمل لخدمة الناس أسمى من كل شيء”.

في عالم السياسة المحلية، حيث تُروى قصص الاستغلال والانتفاع، تبدو هذه القصة كنسمة هواء نقي، أو حتى نكتة ساخرة تفضح تناقضات الواقع. كيف لبرلمانية ورئيسة جماعة أن تكون نموذجاً للنزاهة والاقتصاد في زمن تغرق فيه المجالس في المصاريف الباهظة والهدر؟!
إنها دعوة ضمنية لكل المسؤولين أن يعيدوا النظر في طريقة تدبيرهم للشأن العام، أن يقطعوا مع “تيغاميسو” ومرافقها، وأن يضعوا المصلحة العامة فوق كل اعتبار. فكم من ميزانيات تُهدر في أمور تافهة، وكم من مسؤولين ينتظرون الفرصة ليغتنموا من المال العام، بينما المواطن ينتظر بصبر وألم.
الأمر لا يحتاج إلى معجزات، بل إلى إرادة صادقة، وجرأة على التغيير، وربما قليل من الحس الفكاهي ليُضحكنا الواقع بدلاً من أن يُبكينا.
في النهاية، تبقى هذه القصة أكثر من مجرد حكاية فردية؛ إنها مرآة تعكس ما يجب أن تكون عليه السياسة الحقيقية: خدمة صادقة، تواضع، ونزاهة لا تعرف المساومة. وفي زمن تكثر فيه الأزمات والتحديات، قد يكون الحل الحقيقي هو أن نستلهم من هذه النماذج البسيطة، التي تضحك في وجه الفساد، وتذكرنا بأن التغيير يبدأ من القلوب قبل أن يبدأ من الميزانيات. فهل من مسؤول يجرؤ على أن يكون مثلها؟ ربما، إذا ما امتلكنا قليلاً من الجرأة وروح الدعابة.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!