شهد سوق “دالاس” الشهير المتخصص في بيع قطع الغيار المستعملة بالحي الحسني بمدينة الدار البيضاء، عملية هدم واسعة النطاق طالت مئات المحلات التجارية، ما أثار موجة استياء كبيرة في صفوف التجار والمهنيين الذين يعتمدون على السوق كمصدر رئيسي للرزق.
ووفقًا لتقارير جريدة “هسبريس” و”العمق المغربي”، فقد شملت حملة الهدم أكثر من 800 محل تجاري في السوق الذي يعود تأسيسه إلى أكثر من 40 سنة، في إطار جهود السلطات المحلية لمحاربة العشوائية وتحسين المشهد الحضري بالحي الحسني. إلا أن هذه العملية جاءت بشكل مفاجئ، دون توفير بدائل أو حلول تعويضية واضحة للتجار، مما أدى إلى خسائر مادية جسيمة وتهديد مصدر عيش عشرات الأسر.
في مواجهة هذه الإجراءات، قرر عدد من تجار السوق اللجوء إلى القضاء ورفع دعوى قضائية ضد باشا الحي الحسني بتهمة “الشطط في استعمال السلطة”، كما نقلت تقارير “العمق” و”نيشان”. التجار طالبوا بإيقاف عملية الهدم، مؤكدين أن القرار لم يراعِ حقوقهم القانونية والاجتماعية، ودعوا إلى فتح حوار جاد مع السلطات المحلية لإيجاد حلول مناسبة.
من جهته، أكد باشا الحي الحسني أن الهدم يأتي ضمن خطة إصلاحية شاملة تهدف إلى القضاء على مظاهر العشوائية وتحسين الظروف الحضرية، مشيرًا إلى وجود نية لتوفير عقار بديل لنقل المهنيين المتضررين، وذلك حفاظًا على كرامتهم وتأمين مصدر عيشهم.
وقد تم توثيق عملية الهدم من خلال فيديوهات وتقارير على منصات مثل يوتيوب و”Le360″، التي أظهرت تنفيذ الحملة وتأثيرها على السكان والتجار، مع تسجيل احتجاجات ومطالبات بوقف الهدم. كما أبرزت هذه المصادر التوتر بين الحاجة إلى تطوير المدينة وحماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للسكان.
