أخباررياضة

الأردن يخطو بثبات نحو التاريخ ويتأهل لأول مرة إلى كأس العالم 2026

جمال سلامي.. العقل المغربي وراء الإنجاز الأردني والتحديات التي حوّلها إلى فرص

تأهل منتخب الأردن إلى كأس العالم 2026 في إنجاز تاريخي يضيء صفحة جديدة في سجل الكرة الأردنية، بعد رحلة طويلة من التحديات والإصرار. هذا التأهل لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة عمل دؤوب وبناء متقن قاده المدرب المغربي جمال سلامي، الذي ورث مهمة ثقيلة بعد نجاح مواطنه الحسين عموتة في قيادة “النشامى” إلى نهائي كأس آسيا 2023.
ويأتي إنجاز منتخب الأردن تحت إمرة الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، والذي يقود طموح الأردنيين منذ سنوات لتحقيق حلم الوصول إلى المونديال، واستعان هذه المرة بخبرة المدرب جمال سلامي الذي كان في الموعد لتعويض رحيل حسين عموتة، تحت دعم ولي العهد الأمير حسين بن عبد الله الثاني.
واجه سلامي تحديات كبيرة، منها بناء فريق متجانس قادر على المنافسة في مجموعة تضم منتخبات عربية قوية وكوريا الجنوبية، التي تصدرت المجموعة. لكنه نجح في استثمار خبراته الفنية، وخلق توازن بين لاعبي الخبرة والمحترفين في الخارج، مثل موسى التعمري، الذي أصبح رمزاً للأداء الهجومي الأردني.
وقال جمال سلامي بعد تحقيق هذا الإنجاز الكبير: “توقعنا أن نحقق الفوز، لكن ليس بهذه النتيجة، لأننا نواجه واحدًا من أقوى منتخبات آسيا. هذا الانتصار يوضح رغبة وإصرار اللاعبين في تحقيق حلمهم بالتأهل إلى كأس العالم”.

كما يمكن القول أن النجاح الحقيقي لمنتخب النشامى الحالي بدأ مع عموتة في كأس آسيا 2023 والتي أقيمت مطلع عام 2024، فمع انطلاق البطولة كان منتخب الأردن يملك نقطة واحدة فقط من أصل 6 في المرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية، في بداية غير مقنعة بتاتًا، ولا ترضي شغف الجماهير الأردنية، لكن مع البروز بشكلٍ مبهر في كأس آسيا، حيث وصل النشامى إلى المباراة النهائية بعد أن تخطوا منتخبات قوية مثل منتخب العراق، ومنتخب جمهورية كوريا، حصل رجال المدرب عموتة على الثقة المطلوبة، لينجحوا في تحقيق 4 انتصارات متتالية في التصفيات الآسيوية، تمكنوا من خلالها من تصدر المجموعة السابعة على حساب المنتخب السعودي في نهاية المطاف.
المباراة الحاسمة أمام عمان، التي انتهت بفوز الأردن 3-0 بفضل “هاتريك” علي علوان، كانت لحظة فارقة أكدت جاهزية الفريق للمونديال. كما ساعدت خسارة العراق أمام كوريا الجنوبية في البصرة على ترسيخ موقع الأردن في المركز الثاني، مما ضمن له بطاقة التأهل المباشر.

وكتب الملك عبد الله على منصة “إكس”: “أهنئ من قلبي أبناء وبنات شعبنا العزيز بتأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس العالم”.
هذا الإنجاز يعكس تطوراً ملموساً في الكرة الأردنية، ويبرز قدرة المدرب المغربي على إدارة الضغوط وتحويل التحديات إلى فرص. رغم أن الطريق لم يكن سهلاً، فقد أثبت “النشامى” أنهم قادرون على المنافسة على أعلى المستويات، ليكتبوا فصلاً جديداً من الفخر الوطني في تاريخ الرياضة الأردنية.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!