المغرب يحقق إنجازًا تاريخيًا في الأولمبياد العالمي للرياضيات بأستراليا

حقق الفريق الوطني المغربي إنجازاً علمياً وتاريخياً بارزاً في الدورة الـ66 للأولمبياد العالمي للرياضيات التي أقيمت بمدينة سان شاين كوست في أستراليا خلال الفترة من 10 إلى 20 يوليوز 2025. وبلغ المجموع الذي حققه الفريق 106 نقاط، متوجًا بميداليتين برونزيتين، وهو ما يمثل ثاني أفضل أداء على مستوى مشاركات المغرب منذ أول مشاركة عام 1983، وأعلى نتيجة يحققها منذ أكثر من 30 سنة.
تألق الفريق المغربي بفضل الأداء المتميز للتلاميذ ياسين كموح من جهة الدار البيضاء-سطات، الذي نال ميدالية برونزية بعد جمعه 26 نقطة، وحمزة عشاق من جهة بني ملال-خنيفرة الذي حصل أيضًا على ميدالية برونزية بمجموع 24 نقطة. إلى جانب ذلك، حصل أربعة من أعضاء الفريق على ميزات شرفية عالية، هم: محمد أمين حلحول (17 نقطة)، محمد وسيم أعبيدا (15 نقطة)، سامي مساوي (13 نقطة)، وياسر مساعد (11 نقطة).

جاء هذا الإنجاز بعد فترة إعداد مكثفة، حيث خضع الفريق لستة تربصات حضورية إضافة إلى متابعات أسبوعية عن بُعد، بإشراف نخبة من الأطر التعليمية والمختصين المغاربة وبالتنسيق مع اللجنة المركزية لوزارة التربية الوطنية. وقد أشادت جمعية رياضيات المغرب بالجهود الجبارة التي بذلها المؤطرون ومن سبق لهم المشاركة في الأولمبياد، على رأسهم زياد أومزيل ومعاذ المعتصم وسعد الشعيري، في تأهيل هذا الجيل الجديد من المتنافسين.
وعلى المستوى العالمي، احتل المغرب المرتبة 57 بين 112 دولة مشاركة و630 متسابقًا ومتسابقة، ما يجعله ثاني أفضل دولة إفريقية وعربية مشاركة في هذه التظاهرة العلمية. وقد صحب هذا التقدم تحسن في النقاط بواقع 11 نقطة مقارنة بالنسخة السابقة، مما يعكس تقدمًا علميًا ملموسًا.

وقد عبر أولياء أمور المتنافسين عن فخرهم وسعادتهم بهذا الإنجاز المشرّف، مؤكدين أن رفع راية المغرب عالياً وسط دول عالمية كبرى يُعد مصدر فرح واعتزاز للجميع.
هذا النجاح يعكس جودة النظام التعليمي المغربي وخاصة في المواد العلمية الدقيقة، ويدعم حضور المملكة في المنافسات الدولية الكبرى في الرياضيات والعلوم، كما يشجع المزيد من الطلبة على الاهتمام بعلوم الرياضيات، باعتبارها من الركائز الأساسية للتقدم العلمي والتكنولوجي المستقبلي.

وفي ظل اهتمام وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، التي هنأت الفريق الوطني وبعثت برسائل دعم حارة لأعضائه والجهات المشاركة في الإعداد، ينتظر أن يواصل المغرب دعمه لهذا النوع من التظاهرات العلمية ليثبّت مكانته كقوة صاعدة في ميدان الرياضيات الدولي.