أخبار

من أجل اعادة النظر في ورش الإنسان

اعداد عبد الواحد بلقصري
باحث في علم الاجتماع السياسي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة
نشر المركز المغربي للمواطنة نتائج دراسته حول السلوك المدني
هاته الدراسة التي كانت عبارة عن استطلاع رأي الكتروني شمل أكثر من 1173استمارة همت أغلب المدن بجهات المملكة وحملت معها أسئلة و َرهانات ومحاور كبرى مرتبطة بالعلاقات في الفضاء العام والبيئة والنظافة والنظام والانضباط وصورة المغرب في كأس العالم 2030والوعي والسلوك.
وتقدم الدراسة العديد من البيانات والاحصائيات المهمة حول السلوك المدني بالمغرب ونقدم بعضا منها :
– ضعف في احترام قواعد اللباقة 45٪
– احترام الجار 44٪
– احترام النساء52٪
– سلوك ايجابي اتجاه كبار السن 52٪
الاشخاص في وضعية إعاقة 43٪
– رمي النفايات 74٪
– تدمير تجهيزات الفضاء العام 76٪
– تدخين في الأماكن العامة 50٪
– احترام المساعحات الخضراء 67٪
– تراجع في احترام الوقت 61٪
– احترام الطوابير 46٪
– اللباس اللائق33٪
– الهدوء في الاماكن العامة 53٪
– الغش التجاري 83٪
– التسول 93٪
– احتلال الملك العام 93٪
– تشويه الفضاء العام 84٪
– المضايقات في الشوارع 65٪
– وجود الكلاب الضالة والمرضى النفسيين في الشوارع 86٪

وبقرائتنا لهذا الاستطلاع نجد أننا مازلنا نعاني من مشاكل معقدة وانه بالرغم من مشاريعنا التنموية الاستراتيجية والاوراش المهيكلة الكبري التي يعيشها المغرب فإن ورش الانسان لم ننجح فيه لحد الان بالنظر إلى حجم الإشكاليات الكبرى التي استشفتها الدراسة
وتؤكد الدراسة بعبارة صريحة مشكل الوعي وثقافة الاختلاف والتعايش السلمي وهي إشكاليات تستوجب من جميع صانعي القرار السياسي والفاعلين والنخب فتح ورش الانسان كما أكد المفكر الهندي أماياسن أن الانسان هو محور التنمية وانه لايمكن تحقيق التنمية بدون إعطاء الناس الفرص الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقدرات
كما أن اشكالية التربية والقيم تعد من الإشكاليات الرئيسية التي يجب العمل عليها حيث أنه لا يعقل ان ننظم كاس العالم بظواهر سلبية وممارسات لا مدنية مشينة ترجع إلى إنعدام الأثر الاجتماعي لمشاريعنا وسياساتنا الاجتماعية
والتجارب المقارنة الني استطاعت بناء الانسان و أصبحت في زمن قياسي صانعة القرار الاقتصادي في العالم ولعل التجربة اليابانية والتجرلة الصينية خير دليل على ذلك. إن المغرب في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله استطاع إطلاق مجموعة من المشاريع المهيكلة والأوراش الاجتماعية الكبيرة ، ونجد أهمها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي بواسطة برامجها ومشاريعها وشرعية إنجازاتها استطاعت أن تدق ناقوس الخطر وحل أزمات العجز الاجتماعي. والتفاوتات المجالية وتأهيل العنصر البشري وبالاخص
المرحلة الثالثة منها التي استطاعت بواسطة برنامجها الرابع أن تهتم بدعم الراسمال البشري للاجيال الصاعدة هذا البرنامج الذي حقق أثرا كبيرا بواسطة تدخلاته لعل من أهمها الاهتمام بالطفولة المبكرة عبر محور صحة الام والطفل ودعم التعليم الاولي بالعالم القروي ودعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي والاهتمام بالصحة المدرسية والتوجيه المدرسي وبالرغم من إنجازات برامج المبادرة الوطنية البشزية فإن هذا لا يكفي لمحاربة حجم الانتظارات والهشاشة الاجتماعية للمجتمع المغربي. التي تأثرت بفعل التراكمات السلبية لحصيلة السياسات العمومية للمغرب المستقل ان المغرب بفضل مشرَوعيته التاريخية العريقة وطموحات شبابه ونخبه وفاعليه قادر على التغلب على جميع هاته الصعوبات والازمات الاجتماعية والجيواستراتيجية التي تحيط به. لكن بدون انخراط جميع مكوناته وفاعليه السياسيين والمدنيين والاقتصاديين ونخبه لا يمكن تحقيق الاندماج الوطني الذي يعد مدخلا للدولة الديمقراطية الحداثية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!