أخبارجهاتسياسة

“إقليم بنسليمان 2025: حراك سياسي متجدد بين تجديد الأحزاب وتحولات القيادة المحلية”

"انتخاب محمد بنجلول كاتبًا إقليميًا جديدًا: خطوة في تعزيز الديمقراطية الداخلية لحزب العدالة والتنمية في بنسليمان"

تشهد الساحة السياسية في إقليم بنسليمان حراكًا متواصلاً يعكس دينامية متقدمة في المشهد المحلي، حيث تتقاطع جهود الأحزاب السياسية في تعزيز المشاركة الشعبية وتجديد الهيئات التنظيمية، مع التركيز الواضح على ترسيخ قيم الديمقراطية الداخلية وتوسيع مساحة الفاعلية السياسية، ما يجعل الإقليم مثالًا حيًا على التنوع الحزبي وأهمية العمل المشترك في تطوير المشهد السياسي. ففي عام 2025، برز حزب العدالة والتنمية كنموذج متميز في تطبيق مبدأ التناوب على المسؤولية داخل الكتابة الإقليمية، حيث تم انتخاب محمد بنجلول كاتبًا إقليميًا جديدًا، ما يعكس تشبعًا بقيم الديمقراطية الداخلية وحرصًا على تجديد دماء القيادة وتعزيز العمل السياسي التشارعي لخدمة قضايا التنمية المحلية.
ويتداخل هذا النموذج مع الأدوار المهمة للأحزاب الأخرى التي تشكل ركائز الحياة السياسية في الإقليم، حيث يحرص حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على تحضير مؤتمره الإقليمي في أكتوبر المقبل، داعيًا مناضليه وكافة الفاعلين الحزبيين إلى التعبئة والتفاعل، سعياً لتعزيز الوحدة التنظيمية وتجديد القيادة بما يعكس طموحات الشباب وأفاق التطوير التنظيمي الفعّال، ليكون للمؤتمر دور بارز في تعزيز الحوار السياسي وإعادة بلورة البرامج التي تواكب تطلعات الساكنة.
وفي مشهد التنظيم الحزبي المستمر، يحافظ حزب الاستقلال على دور مركزي في السياسة المحلية، متنقلاً بين تفعيل هيئاته التنظيمية وتحديثها استعدادًا للانتخابات القادمة، إلى جانب تركيزه على معالجة القضايا التنموية والتنظيمية، عبر فتح قنوات للحوار والضغط من أجل تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، ليبقى طرفاً فاعلاً في رسم السياسات المحلية وصياغة البدائل السياسية التي تلبي مطالب المجتمع.
وبنفس الحضور، يؤكد حزب التجمع الوطني للأحرار عبر قيادته الإقليمية بحسن عكاشة تمركزه قوياً في المشهد السياسي المحلي، معززا دوره بتنشيط أنشطته التنظيمية ودعم الشباب وتعزيز الفعاليات السياسية، ليجسد بذلك التوازن والحيوية في المنافسة السياسية التي تميز إقليم بنسليمان، مساهمًا في دفع مشاريع التنمية الاقتصادية والثقافية.
وعلى الصعيد التكميلي، يلعب حزبا الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية دورين بارزين يعكسان حقيقة التعددية والتنافس السياسي داخل الإقليم، فحزب الأصالة والمعاصرة يعزز تنظيمه الداخلي ويقوي وجوده مركزاً على العمل المؤسساتي والديمقراطية الداخلية رغم الصراعات الحزبية التي تستدعي حواراً معمقًا، بينما يتميز حزب الحركة الشعبية بنهج ميداني قوي داخل القرى والمناطق الريفية، مع تركيز على مشاركة الشباب والنساء وتحقيق توازن بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية، في مسعىٍ منه لإرساء توازن شامل يعكس خصوصيات المجتمع المحلي.
هذا التنوع الحزبي والتجديد التنظيمي لا يقتصر على الأحزاب فحسب، بل تجاوزه إلى تحولات إدارية هامة شهدها الإقليم، فقد شملت تحديث نماذج رجال السلطة، وتنظيم السوق الحضري، وتطوير البنية التحتية وتيسير حركة الشاحنات داخل المدينة، ما ساهم في خلق مناخ أكثر انضباطًا واستقرارًا لرفد التنمية المحلية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
على ضوء هذه المعطيات المتشابكة، تتشكل لوحة سياسية وإدارية متكاملة في إقليم بنسليمان، تؤكد على أهمية الديمقراطية التشاركية وتجديد الدماء القيادية عبر الأحزاب، مع الحرص على تعزيز مشاركة مختلف الفئات الاجتماعية وخاصة الشباب، مما يساهم في تقوية الروابط بين النظام السياسي والمجتمع، ويحدث نقلة نوعية في الوعي السياسي والثقافة الديمقراطية، التي تشكل أساساً لتنمية مستدامة وتقدم حقيقي على كافة الأصعدة.

وفي النهاية، تبرز تجربة إقليم بنسليمان كنموذج متقدم للفعل السياسي المبني على الحوار والتنافس الشريف والتجديد المستمر، حيث يشكل التوازن بين العدالة والتنمية، الاتحاد الاشتراكي، الاستقلال، التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة، والحركة الشعبية ركيزة صلبة تعزز من وحدة الإقليم وتطويره، مانحة إياه فرصة لإرساء أسس متينة للمستقبل بما يتوافق مع تطلعات المواطنين ويخدم مصالح التنمية والازدهار.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!