
في نهاية الأسبوع المنصرم، احتضنت مدينة كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، البطولة الأفريقية الثالثة للتانكسودو التي شهدت منافسات حامية وشهدت حضوراً مميزاً للمنتخب الوطني المغربي. حقق المنتخب الوطني للتانكسودو إنجازاً باهراً في هذه البطولة القارية حيث حصد 15 ميدالية ذهبية، وميدالية فضية واحدة، وثلاث ميداليات نحاسية إلى جانب تتويجه بكأس الكونفدرالية الأفريقية للعبة. هذا النجاح الكبير جاء ليؤكد مكانة المغرب الرائدة في رياضة التانكسودو على مستوى القارة الإفريقية ويبرز التطور الكبير الذي حققه الفريق الوطني في مختلف فروع اللعبة من اليونك الفردي والزوجي والجماعي إلى التانكسودو الاحترافي (برو) والتقليدي. تضمنت النتائج المميزة للمشاركة إبداعات لاعبين مثل ابتسام الأزعر التي توجت بالذهب في اليونك الفردي للإناث وفي منافسات التانكسودو التقليدي إضافة إلى علامة فارقة في الزوجي والجماعي مع زملائها علامي أحمد ووليد زراد الذين أضافوا عدة ميداليات متنوعة تعكس التنوع والقدرة العالية على المنافسة.
لقد أسهمت هذه الإنجازات الباهرة في رفع اسم المغرب عالياً في الساحة الرياضية الإفريقية وتعزيز ريادة فريق التانكسودو الذي لا يكتفي فقط بالفوز بل يسعى إلى بناء إرث مستدام من التفوق يشمل الناحية الفنية والتكتيكية والنفسية للاعبين. لذا لم يكن هذا النجاح مفاجئاً وإنما هو نتيجة سنوات من العمل المنهجي والمتواصل بفضل القيادة الحكيمة لرئيس الجامعة السيد نورالدين التورابي الذي أسس الجامعة على رؤية استراتيجية واضحة منذ البداية. فقد حرص التورابي على بناء هيكل تنظيمي متكامل يضمن اختيار الكفاءات الفنية والإدارية وتوفير بيئة تدريبية ملائمة وانخراط الجامعة في التعاون مع الاتحادات الأفريقية والدولية لإدخال أحدث الطرائق والتقنيات كالتركيز على التحضير البدني والمعنوي للاعبين إلى جانب البرامج التدريبية المكثفة التي انعكست بشكل مباشر في تحسين الأداء وتحقيق النتائج المرضية في المحافل القارية.
لا تقف الطموحات هنا بل الفريق الوطني للتانكسودو يخطط لمواصلة هذا النجاح عبر رؤية مستقبلية طموحة تقوم على تطوير برامج الاعداد وتقوية البنية التحتية الواعدة مع الاهتمام باكتشاف ودعم المواهب الشبابية من المراحل الأولى. هناك توجه واضح لتوسيع آفاق التعاون مع خبراء دوليين وتنظيم دورات تدريبية وورش عمل تسهم في صقل مهارات اللاعبين والمدربين وتعزز البحث العلمي الرياضي لتحليل الأداء وتحسينه باستمرار. كما يسعى الفريق لتنظيم معسكرات مكثفة داخل وخارج الوطن وتبادل الخبرات مع اتحادات رياضية أخرى مما يضمن استمرارية التميز والارتقاء بمستوى المنافسة.
وعند مقارنة إنجازات التانكسودو مع رياضات أخرى نجد أنها تتفرد بطابعها القتالي الذي يجمع بين القوة البدنية والمهارات التقنية الدقيقة والانضباط النفسي العالي مما يجعلها تمثّل قيمة رياضية فريدة في المشهد الرياضي الوطني. في حين تتفاوت الرياضات الجماعية والفردية في أهدافها وعوامل نجاحها، يظل التانكسودو رمزاً للتميز الذي يتطلب تدريباً متخصصاً ومستوى عالياً من التركيز والتنظيم مما يعزز مكانتها ضمن الرياضات التي تحقق إنجازات متواصلة للبلاد وتمدها بالرموز الرياضية التي ترفد سجل الفخر الوطني.
وفي الختام تجسد هذه النجاحات التي حققها المنتخب الوطني للتانكسودو ثمرة رؤية استراتيجية قيادية وتخطيط محكم وجهود متواصلة من جميع الأطراف المعنية من لاعبين وإداريين وجهاز فني تحت إشراف الجامعة الوطنية. إن الإنجازات المحققة تمثل خطوة نوعية نحو بناء مستقبل مشرق للرياضة في البلاد وتعزز من مكانة المغرب كلاعب رئيسي على الساحة الإفريقية والعالمية. مع هذه الروح والإرادة القوية، يظل الفريق الوطني للتانكسودو نموذجاً حيّاً للطموح والإصرار على بلوغ أعلى القمم والتألق في كل المحافل الرياضية القادمة.