
توفي ،ظهر يوم الجمعة 8 أغسطس 2025 ،الشيخ مولاي جمال الدين القادري بودشيش، شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، ، بالمستشفى العسكري بالرباط بعد صراع طويل مع المرض. ونُقل الراحل إلى المستشفى في أبريل الماضي على متن مروحية طبية بتعليمات ملكية عقب تدهور حالته الصحية. لم يُعلن بعد عن توقيت وموعد الدفن بالتحديد، لكن الوفاة وقعت في الرباط، حيث كان يتلقى العلاج.
كان الشيخ في سن 83 عامًا، عرف بدوره الكبير في نشر التصوف السني والقيم الروحية المعتدلة، وتولى مشيخة الزاوية القادرية البودشيشية منذ 2017 خلفًا لوالده بناءً على وصية مكتوبة.
رحيل الشيخ جمال الدين القادري بودشيش يشكل نقطة تحول مهمة في مسيرة الزاوية القادرية البودشيشية، حيث ترك فراغًا معنويًا واضحًا في صفوف المريدين داخل المغرب وخارجه. كان رمزًا للتصوف المعتدل والتربية الروحية، ومركزًا للرؤية الوسطية التي تجمع بين التمسك بالثوابت الدينية والارتباط العميق بالقيم المجتمعية.
الشيخ كرس حياته لخدمة التصوف السني والتربية الروحية، مع التركيز على العمل الروحي وتزكية النفس بعيدًا عن الجدل، والتشبث بالقرآن والسنة وتعظيم الرابطة الروحية وثوابت المملكة ومنها إمارة المؤمنين والعرش العلوي.
الأثر الذي خلفه رحيله تخطى الحزن ليشمل حرص الزاوية على الحفاظ على إرثها الروحي؛ إذ أعلن الراحل قبل وفاته عن وصية بنقل الأمانة الروحية إلى نجله مولاي منير القادري بودشيش لضمان استمرار النهج الروحي والتربوي الذي تبناه الشيخ.
ومع تعيين نجله، تؤكد الزاوية حرصها على الاستمرارية في مسار نشر التسامح والتربية الروحية المتزنة، والحفاظ على قيم التصوف الوسطي التي رسخها الراحل.
في هذه المرحلة الانتقالية، تواجه الزاوية تحديًا مزدوجًا بين الحفاظ على الثوابت الروحية الوسطية والتصدي لمتطلبات العصر الحديث التي تستدعي تجديد أساليب التواصل والتربية الروحية.
ومن خلال هذا التوازن بين الاستمرارية والتجديد، ستستمر الزاوية القادرية البودشيشية في أداء دورها كمركز روحي وثقافي مرموق داخل المشهد المغربي والإسلامي الأوسع.