
في 18 أغسطس 2025، وفي سياق التوترات المتصاعدة بين المغرب والجزائر، صدرت تدوينة هامة من العاصمة الرباط للأمين العام لحزب النهضة والفضيلة الأستاذ كفيل محمد، قدم فيها قراءة دقيقة ومهنية للواقع الراهن بين البلدين وكيف يمكن تحويل حالة العداء الإعلامي والسياسي إلى مسار يرتقي بهما نحو الوحدة والتعاون.
وأشار ذ.كفيل إلى أن النظام العسكري الجزائري يشن حرباً إعلامية غير مسبوقة ضد المغرب، حرب تقوم على أدوات غير شريفة وتفتقد إلى أبسط قواعد الأخلاق والنزاهة، حيث تستغل الأقلام والشاشات لنشر العداوة وتأجيج الخلافات بدل بناء جسور التواصل. وفي وقت يعرف فيه العالم أزمات معقدة تتطلب من بلدان المنطقة التآزر والتعاون، يستمر هذا التناحر الذي يهدد استقرار البلدين ومستقبل شعبيهما.
يرى كفيل محمد أن المغرب والجزائر يمتلكان موارد وإمكانات طبيعية وبشرية هائلة، ما يمكنهما من تحقيق معجزات تنموية اقتصادية ليست في مستوى المنطقة فقط، بل على مستوى القارة الإفريقية بأسرها، غير أن الحسابات الضيقة لبعض دوائر القرار في الجزائر، المرتبطة بمصالح شخصية وأرصدة خارجية، تضع مستقبل الشعبين رهينة في يد قلة تنظر بمنظور ضيق لا يخدم المصلحة العامة.
وأما من منظور شعبي، يؤكد الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة أن هذه العداوة المصطنعة لا تعبر عن رغبة الشعبين الذين يتطلعون إلى بناء وطن واحد يجمع البلدين تحت راية الاستقرار والشرعية، مؤمنين بأن الملكية المغربية تشكل ضمانة للاستمرارية والتوازن السياسي في المنطقة. ويرى أن ما يفرق المغرب والجزائر اليوم ليس قدرًا تاريخيًا بل قرارًا سياسيًا ضيق الأفق يمكن تجاوزه.
وفي النهاية، يدعو ذ. كفيل الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة إلى التفكير في مستقبل واحد تجمعه راية تحمل رمز الاستقرار، الملك محمد السادس، ويشدد على أن المغرب والجزائر جناحان لجسد واحد لا يجب ترك فُرقتهم لهواجس سياسية ضيقة.
إن الوقوف أمام هذه الحقيقة والاهتمام بالحوار والتفاهم هو الطريق الوحيد نحو تحقيق الأمن والتنمية والسلام لشعوب المنطقة. هذه التدوينة التي جاءت من الرباط في 18 أغسطس 2025 تضع أمامنا صورة واضحة ودعوة صادقة لحلم الوحدة الذي ينبع من إرادة الشعب وأمل المستقبل المشترك.
نص التدوينة 👇🏼
المغرب والجزائر: من وهم العداء إلى حلم الوحدة
بقلم الاستاذ كفيل محمد الامين العام لحزب النهضة والفضيلة
الحرب الإعلامية التي يشنها النظام العسكري الجزائري على المغرب ومؤسساته ليست حربًا عادية، بل هي حملة غير مسبوقة، تفتقد لأبسط معايير الأخلاق والنزاهة. إنها معركة مع الأسف تُدار بوسائل غير شريفة، تُسخَّر فيها الأقلام والشاشات والمنصات لتأجيج العداوة بدل بناء الجسور. والأدهى أن هذه الحملات تُدار في وقت يعرف فيه العالم أزمات كبرى تتطلب من دول المنطقة التآزر والتعاون بدل التناحر.
المؤسف أن بلدين كالمغرب والجزائر، بما يملكانه من إمكانيات طبيعية هائلة وثروات بشرية ومادية، قادران لو تحالفا على صنع معجزات اقتصادية وتنموية، لا على مستوى المنطقة فقط، بل حتى على مستوى القارة الإفريقية برمتها. غير أن الحسابات الضيقة التي يتحكم فيها بعض دوائر القرار في الجزائر، والتي ترتبط أكثر بالمصالح الشخصية وبالأرصدة الضخمة في بنوك الخارج، تضع مستقبل شعبين شقيقين رهينة في يد قلة لا ترى إلا من منظور ضيق لا علاقة له بالمصلحة العامة.
كشعوب، لسنا على هذا الطريق. نحن لا نتفق مع ما يُدار باسمنا ولا مع هذه العداوة المصطنعة التي لا تخدم لا المغرب ولا الجزائر. بل إن صوت الشعوب اليوم يتجه نحو حلم آخر، حلم الوحدة لا التفرقة، حلم بناء وطن واحد يجمع البلدين تحت راية الاستقرار والشرعية، راية الملكية التي أثبتت عبر التاريخ أنها الضامن الأمثل للاستمرارية وللتوازن السياسي في المنطقة.
إن المغرب والجزائر ليسا سوى جناحين لجسد واحد، وما يفرق بينهما اليوم ليس قدرًا تاريخيًا بل قرار سياسي ضيق الأفق. الشعوب أقرب مما يتصور البعض، والقلوب أكثر انفتاحًا من كل هذه الحدود. لقد آن الأوان للتفكير في مستقبل واحد، وطن واحد، تُحمل فيه الراية نفسها، راية الملك محمد السادس، رمز الاستقرار وضامن الوحدة.