إسبانيا… معطيات مثيرة عن “التنين الأزرق” السام الذي تسبب في إغلاق بعض الشواطئ

علاش بريس
منذ أيام قليلة، بدأ يظهر كائن غريب على سواحل إسبانيا، مثيرًا ذعرًا بين السكان ورواد الشواطئ “التنين الأزرق” (Glaucus atlanticus)، الذي عاد للظهور في البحر الأبيض المتوسط، أصبح سببًا في إغلاق بعض الشواطئ الإسبانية، خاصة في جزر “مايوركا” والعديد من المناطق الساحلية في “قادس” و”فالنسيا”.
حسب موقع “ناشونال جيوغرافيك”، تعد هذه الحشرة البحرية من الأنواع السامة، وتتميز بلونها الأزرق اللامع الذي يجعلها تبرز بين مياه البحر. لم يتم رؤيتها في منطقة البحر الأبيض المتوسط منذ أكثر من 300 عام، ما جعلها ظاهرة غير مألوفة.
يرتبط ظهور هذا الكائن في سواحل إسبانيا بتغيرات مناخية وظروف البحر الحالية. يتواجد التنين الأزرق عادة في المحيطات المعتدلة، ويميل إلى التنقل باستخدام تيارات المياه. ومع تزايد درجات الحرارة وتغير مسار التيارات البحرية، قد يكون هذا الكائن قد وصل إلى السواحل الإسبانية، يضيف المصدر.
رغم صغر حجمه، إذ لا يتجاوز طوله 4 سنتيمترات، فإن التنين الأزرق يحمل سمًا قويًا قادرًا على إحداث حروق جلدية شديدة. وقد تُسبب لسعاته الألم الشديد، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل الغثيان والقيء. لكن الخبراء يطمئنون بأن سم التنين الأزرق ليس خطرًا قاتلًا للبشر، إلا أن لمس الكائن يجب أن يُتجنب.
وبحسب المعلومات الواردة، فقد تم إغلاق بعض الشواطئ في “سانتا بربارا” و”طوغريغاديرو” و”فامارا” بعد رؤية أعداد كبيرة من التنين الأزرق. التهديد الأكبر يتمثل في توافد المزيد من هذه الكائنات السامة إلى الشواطئ، ما قد يؤدي إلى تكرار هذه الإغلاقات في المستقبل.
علاوة على خطره على الإنسان، يشكل التنين الأزرق تهديدًا أيضًا للتنوع البيولوجي في البحر الأبيض المتوسط. فالكائن يتغذى على الكائنات البحرية الأخرى مثل “قنديل البحر” و”الهيدروزو”، ويعتبر من “الآفات” في البيئة البحرية التي قد تؤثر على النظام البيئي.
وفي ظل هذه الظاهرة، تسعى السلطات الإسبانية إلى توعية الجمهور بشأن كيفية التعامل مع هذه الكائنات السامة وحماية السواحل من انتشارها