أعلن وليد الركراكي عن اللائحة الرسمية للمنتخب الوطني المغربي لمواجهتي النيجر وزامبيا، غير أن هذه القائمة فجّرت موجة جديدة من الانتقادات، ليس فقط بسبب استدعاء أسماء تفتقد للتنافسية منذ مدة، ولكن أيضاً بسبب إقصاء لاعبين شباب يقدّمون مستويات عالية مع أنديتهم.
من أبرز الأسماء المثيرة للجدل داخل اللائحة الحالية نجد أشرف داري، الذي ظل بعيداً عن الميادين لفترات طويلة ولم ينل دقائق لعب كافية، وجواد الياميق الذي يعيش بدوره وضعية صعبة في فريقه ويغيب عن التشكيلة الأساسية منذ أشهر؛ كما أن عز الدين أوناحي لم يخض أي مباراة رسمية مع ناديه لأكثر من أربعة أشهر، باستثناء مشاركته الأخيرة مع المنتخب في يونيو الماضي، وهو ما يضع علامات استفهام كبرى حول جاهزيته؛ أما إلياس أخوماش، فقد غاب أكثر من سنة بسبب الإصابة ولم يخض سوى عشرين دقيقة منذ عودته، ومع ذلك وجد مكاناً في قائمة المنتخب، الأمر الذي اعتبره الكثيرون استمراراً لمنطق “الأسماء المحظوظة” بعيداً عن معيار العطاء الحالي.
في المقابل، كان يمكن للركراكي أن يمنح الفرصة لعناصر جاهزة ومؤهلة لتقديم الإضافة، على سبيل المثال عبد الكبير عبقار الذي يعد قطعة أساسية في دفاع ديبورتيفو ألافيس ويشارك بانتظام في “الليغا” وكذلك سفيان رحيمي، الذي يبرز بمستويات رائعة مع نادي العين في الدوري الإماراتي، حيث سجل أهدافًا عديدة وقدم أداءً مميزًا على مدى المواسم الأخيرة، مما يجعله جاهزًا لإضافة القوة والسرعة للمنتخب المغربي
هذا التناقض بين لاعبين غائبين عن التنافسية تمت المناداة عليهم، وآخرين في أوج عطائهم تم تجاهلهم، جعل المتتبعين يتساءلون عن المعايير التي يعتمدها الناخب الوطني؛فإذا كان الهدف هو الحفاظ على الانسجام داخل المجموعة التي صنعت إنجاز مونديال قطر، فإن الاستمرارية وحدها لا تكفي لضمان النجاح، خصوصاً أمام استحقاقات قارية ودولية تفرض الاعتماد على عناصر جاهزة بدنياً وفنياً.
الجمهور المغربي، الذي أصبح أكثر وعياً بمتابعة مسيرة اللاعبين في أنديتهم الأوروبية والمحلية، يرى أن المنتخب ليس مكاناً للمجاملات أو المكافآت الرمزية، بل فضاء يجب أن يضم الأكثر جاهزية والأكثر قدرة على تمثيل القميص الوطني؛ وبقدر ما يُحسب للركراكي تمسكه بالثقة في مجموعته، فإن استمرار هذا النهج قد يضع المنتخب أمام مخاطر الجمود، ويؤثر سلباً على نتائجه المنتظرة.
