
تخليداً للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، وفي سياق الاحتفال الوطني المتواصل بالوحدة الترابية للمملكة عقب الاعتراف الدولي الواسع بمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي تحت السيادة المغربية، احتضن مقر مجلس جهة الدارالبيضاء-سطات يوم الاثنين 10 نونبر الجاري ندوة علمية نظمتها تنسيقية الهيئات الاستشارية للمجلس تحت شعار: “مسارات الحكم الذاتي والأدوار الجديدة في بناء مستقبل الوحدة: كيف يمكن للشباب فهم والتفاعل مع التحولات الراهنة”.

حضرت هذا اللقاء شخصيات تمثل الجهة والمؤسسات المنتخبة، من ضمنها السيد عبد اللطيف معزوز رئيس مجلس الجهة، ونائبه السيد محمد بوالرحيم، إضافة إلى عدد من المستشارين والفاعلين المدنيين والأكاديميين؛ وشارك في تأطير الندوة كل من الأستاذة رقية اشمال نائبة رئيس المجلس والمنسقة العامة للهيئات الاستشارية، والدكتور عادل بنحمزة رئيس مركز “أفق” للدراسات وتحليل السياسات، والدكتورة نجاة العمار أستاذة التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني، والسفير السابق الدكتور حسن عبد الخالق، والدكتور محمد بودن المختص في الشؤون الدولية.

وقد تناولت المداخلات الأبعاد السياسية والتنموية والديبلوماسية للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، باعتبارها الإطار العملي الكفيل بتسوية النزاع الإقليمي المفتعل، وتثبيت مسار التنمية بالجهات الجنوبية؛ كما تم التأكيد على أن البرنامج التنموي للأقاليم الجنوبية شكل نقلة نوعية من خلال تقوية البنية التحتية وتعزيز الاستثمار وخلق فرص للشباب، مع الحفاظ على الخصوصيات الثقافية والترابية في إطار وحدة وطنية راسخة.

وشدد المتدخلون على ضرورة توفير فضاءات للحوار والتكوين لفائدة الشباب، باعتبارهم محور المستقبل وركيزة استمرارية النموذج الوطني في الدفاع عن الوحدة الترابية وفي قيادة التنمية الترابية؛ وتم التأكيد كذلك على أهمية مواكبة الجهوية المتقدمة بتفعيل آليات الحكامة الجيدة وتقوية دور المجتمع المدني في التعبئة المواطنة.
واختتم اللقاء بالتأكيد على أن الحكم الذاتي يمثل اليوم رؤية استراتيجية للحكامة الترابية المتجددة، ويجسد الإرادة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في تعزيز التنمية المتوازنة وتقوية الاندماج الوطني، في انسجام مع التحولات الجيوسياسية الدولية والإقليمية.












