أخبار

ثورية هديوي: سفيرة القراءة وعاملة المعرفة

بقلم حبيل رشيد

في قلب مدينة ابن أحمد، بإقليم سطات ؛ حيث يهمس التراب بأسرار التاريخ، وتتناثر الأشجار كصفحات تنتظر أن تُقرأ، تظهر الأستاذة ثورية هديوي، كسفيرة للقراءة، وعاملة حقيقية للمعرفة، تحمل في روحها شعلة لا تنطفئ، لتضيء دروب كل من يسعى إلى اكتشاف العالم والعلم والحياة.

الأستاذة ثورية ليست مجرد اسم يكتب في سجل الحضور، ولا مجرد عنوان على لوحة مكتبة، بل هي رمز للمعرفة الحية، نسيم يمر بين الصفوف والمكتبات، يوقظ الفضول في عقول الشباب، ويزرع في قلوبهم بذور حب القراءة، بذور الشغف، بذور البحث عن الحقيقة. كل كتاب تمسكه بين يديها يتحول إلى رسالة حياة، وكل صفحة تقرأها تصبح طريقًا نحو عالم أوسع من الخيال والفكر.

وكذلك تنظر إلى الكتب كما ينظر البحر إلى الأفق، تعانق الصفحات، تهمس للحروف، وتزرع في كل مكان بذورًا صغيرة، ستنمو يومًا لتصبح أشجار معرفة شامخة، تظلل العقول، وتغذي القلوب. في حضورها، يتحول كل كتاب إلى صديق، وكل صفحة إلى نافذة، وكل فكرة إلى رحلة لا نهاية لها.

هي سفيرة للقراءة بمعناها الأسمى، لا تتوقف عند حدود الصفوف أو المكتبات، بل تمد يدها إلى المجتمع بأسره، تنظم ورشات ثقافية، لقاءات مع الكتّاب والمثقفين، مسابقات تحفز العقول، لتصبح المدينة كلها مكتبة حيّة، تنبض بالفضول والمعرفة، ويشعر كل قارئ فيها أن القراءة ليست مجرد هواية، بل رحلة نحو الحرية والفكر والإبداع.

الأستاذة ثورية تؤمن أن كل عقل صغير يحمل في داخله بذرة عظيمة، وأن دورها كسفيرة للقراءة وعاملة المعرفة هو أن تسقي هذه البذرة، فتزهر معرفة وثقافة، وتصبح أساسًا لإبداع مستقبلي. كل ورشة تنظمها، كل نشاط تديره، وكل كلمة تقولها، هي رسالة حب للعلم والمعرفة، دعوة لكل من يلتقي بها أن يقرأ، أن يتعلم، أن يستكشف، وأن يحلم.

في عينيها، ترى الأشجار تنمو في عقول التلاميذ، وتسمع صدى فضولهم وهو يرن بين الجدران، فتشعر أن كل دقيقة قضتها في خدمة المعرفة كانت جديرة بالوقت، وأن كل بذرة زرعتها قد أصبحت نواة لشجرة علم تزين المستقبل. هي ليست مجرد شخصية عامة، بل شعلة إلهام حيّة، تؤمن أن المعرفة ليست رفاهية، بل حق لكل إنسان، وأن القراءة ليست خيارًا، بل أسلوب حياة.

الكتب في يدها تصبح أكثر من كلمات؛ تصبح نوافذ على عوالم غير مرئية، وأبوابًا إلى عوالم الفكر والحلم والخيال. كل نشاط تنظمه، كل لقاء ثقافي تديره، وكل جملة تحفز بها الشباب، يعكس فلسفة واحدة: أن المعرفة تصنع الإنسان قبل أن تصنع المجتمع، وأن القراءة هي أداة بناء المستقبل، وسلاح مواجهة الجهل والتقليدية والروتين.

وتبقى ثورية هديوي، سفيرة القراءة وعاملة المعرفة، تعلم أن الصبر والمثابرة هما مفتاح كل رحلة معرفية، وأن كل كلمة تُقرأ، وكل فكرة تُناقش، وكل حلم يُزرع، هو خطوة نحو بناء جيل واعٍ، مبدع، ومثقّف. هي ليست مجرد شخصية مرئية، بل حركة حقيقية، رسالة صامتة تتحدث بصوت الكتب، وتلهم كل من يلتقي بها أن يسعى وراء العلم والمعرفة بلا كلل ولا ملل.

كل يوم تمر به، كل كتاب تقرأه، كل ورشة تديرها، هو نفق يضيئه نورها لكل من يبحث عن المعرفة، وكل خطوة تقوم بها تترك أثرًا لا يمحى في عقول وقلوب من يلتقون بها. هي مثال حي على أن الشغف بالعلم والإصرار على نشره، قادران على تغيير الواقع، وإشعال نيران الفضول في قلوب الأجيال القادمة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!