رشيد حبيل
في زمنٍ يتهافت فيه كثير من الخريجين على المناصب المرموقة في القطاع الخاص، اختار الشاب المزابي محمد أمين طريقاً مختلفاً، طريقاً قد يراه البعض أقل بريقاً لكنه أكثر عمقاً ووفاءً. فبعد تخرجه من جامعة الأخوين المرموقة، ورفضه عروضاً مريحة في شركات وطنية ودولية، قرّر أن يعود إلى مؤسسته الأولى، إلى المكان الذي ترعرع فيه، ليعيد إليه وهجه عبر رؤية جديدة في التسيير والابتكار.
شغف بالعمل الاجتماعي قبل كل شيء
لم يكن هدف محمد أمين مجرد إدارة مؤسسة، بل تحويلها إلى فضاء يضع المستخدمين واحتياجاتهم الاجتماعية في قلب أولوياته. لذلك انطلق منذ توليه التسيير في نسج شراكات واسعة مع مؤسسات مختلفة، باحثاً عن تخفيضات، وخدمات، وفرص اجتماعية تخفف العبء عن العاملين وتمنحهم دعماً حقيقياً يتجاوز الجوانب الإدارية التقليدية.
من التسيير الكلاسيكي إلى التحديث والانفتاح
استطاع محمد أمين في وقت وجيز أن يضع بصمته داخل المؤسسة عبر اعتماد نمط تسيير حديث يعتمد على الجودة، الفعالية، والنتائج الملموسة. ومن أبرز خطواته النوعية، إحداث مركز لغات عصري بشراكة مع جامعة كامبريدج، وهو مشروع يمنح ساكنة المدينة ، فرصاً حقيقية لتطوير مهاراتهم اللغوية وفق معايير دولية.
هذه الخطوة، التي تُعد سابقة داخل هذه الفئة من المؤسسات، تعكس رؤية هذا الشاب في جعل مؤسسته أكثر انفتاحاً، وأكثر قدرة على تقديم خدمات تعليمية واجتماعية ذات قيمة مضافة.
اتفاقيات نوعية… وآفاق واعدة
اليوم يقف محمد أمين على عتبة إنجاز مهم جديد: توقيع اتفاقية تعاون مع مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية لهيئة التربية والتكوين، وهو مشروع سيُتيح للمستخدمين الاستفادة من خدمات وبرامج اجتماعية وصحية وثقافية متقدمة.
هذه الخطوة تأتي استكمالاً لمسار بدأه الشاب الطموح، الذي جعل من مؤسسته نموذجاً للتحول الإيجابي حين يكون التسيير قائماً على الكفاءة والالتزام والابتكار.
نموذج للشباب المغربي الطموح
محمد أمين ليس مجرد مدير، بل نموذج لشاب مغربي اختار أن يعود إلى جذوره ليرفع من قيمة المكان الذي احتضنه. مساره يؤكد أن النجاح لا يقاس فقط بالمناصب، بل بقدرة الإنسان على ترك أثر إيجابي داخل مجتمعه، وعلى تحويل فضاء بسيط إلى فضاء نابض بالحيوية والتطور.
وفي وقت يحتاج فيه المغرب إلى طاقات جديدة تقود التغيير، يبرز محمد أمين كأحد الوجوه الشابة التي تُعطي معنى حقيقياً لكلمة الطموح، الالتزام، والابتكار.
