هذه قصة عاقران بالمحمدية تتزعمان شبكة وطنية
لم يكن عون سلطة برتبة “مقدم”، يظن أن التقرير الذي رفعه الى مسؤوليه بخصوص عائلة تقطن بمنزل بحي واد الذهب بالمحمدية، سيكشف عن شبكة إجرامية متخصصة في الاتجار في الأطفال والرضع، تنشط بالمحمدية والبيضاء.
وبمجرد توصله بتقرير “المقدم” الذي يشير إلى أن منزلا بالحي المذكور، يعرف وجود حركة غير عادية، إذ تلجه عدد من النساء الغريبات عن الحي في حالة تثير الشك، وأن الشقيقتين اللتين تقطنان بالمنزل تحملان رضيعين رغم أنهما عاقران،. ليعمد قائد الملحقة الإدارية إلى رفع التقرير على وجه السرعة إلى الضابطة القضائية، بالمنطقة الإقليمية لأمن المحمدية، والتي قامت بدورها بالاتصال بالوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، الذي أمر بإجراء مراقبة عن بعد للمنزل، وجمع كل المعطيات والتفاصيل حوله ورفع تقرير لاتخاذ المعين.
وبعد أيام من البحث والمراقبة من قبل محققي الضابطة القضائية، تم رفع تقرير مفصل الى الوكيل العام للملك بالبيضاء، كشفت فيه المصالح الأمنية عن عصابة منظمة تقودها نساء مهمتهن بيع الرضع للراغبين في التبني أو الحصول على ذكور، ما انتهى إلى إيقاف شقيقتين متزوجتين عاقرين، ووسيطة تشتغل منظفة بقسم الولادة بمستشفى ابن رشد، وضبط ثلاثة رضع، اثنان منهم توأم لا يتعدى عمرهما ثلاثة أيام، بالإضافة إلى طفل يبلغ من العمر خمس سنوات وآخر لا يتعدى سنتين، وأن جميع الأطفال كانوا في حالة صحية متدهورة. بعد مداهمة المنزل المشبوه بأوامر من النيابة العامة، تم اعتقال الشقيقتين، كما تم الانتقال إلى البيضاء وإيقاف الوسيطة التي تشتغل منظفة بقسم الولادة بمستشفى ابن رشد، في الوقت الذي أمر الوكيل العام، بوضع ثلاثة رضع، في مركز “نقطة حليب” بالبيضاء، بينما وضع اثنان آخران بمستشفى المحمدية تحت عناية طبية خاصة لحمايتهم.
المتهمات كشفن خلال مراحل التحقيق، أن جرائهمن انطلقت في البداية بطريقة تلقائية، بعد أن تسلمت إحدى الشقيقتين طفلا بدون هوية، لتعمل في ما بعد على تدبر طفل آخر لشقيقتها التي تعاني العقم بدورها، وهو ما كان بداية لعمليات أخرى بشكل منظم للبحث عن الرضع لفائدة الراغبين في التبني مقابل مبالغ مالية مهمة. كما كشفت الشقيقتان، أنهما تتلقيان مساعدة من قبل منظفة تعمل بمستشفى ابن رشد بقسم الولادة، إذ أظهرت الأبحاث أنها تتعاطى الوساطة بين الأمهات العازبات والأسر الراغبة في الحصول على رضيع دون الخضوع للإجراءات القضائية. كما يتجلى دور المنظفة في البحث عن العازبات الحوامل سفاحا ورعايتهن إلى حين وضع المولود، ثم التكفل بنقلهن خارج المستشفى للقاء الراغبات في الرضع، كما تحول منزل إحدى الشقيقتين إلى نقطة اللقاء والتسليم والتسلم.
وأسفرت الأبحاث عن الوصول إلى مجموعة من الأمهات العازبات اللواتي تم الاستماع إليهن في حالة سراح، كما تم الاستماع إلى أشخاص آخرين، بينهم زوجا الشقيقتين، اللذان تم اتهامهما من قبل أمهات عازبات بالعلاقة الجنسية الناتج عنها حمل، كما أثرن تعرضهن للاغتصاب من قبل أشخاص آخرين أدلين بهوياتهم.