“BlockMEDC”: ابتكار مغربي يحمي الشهادات الجامعية الرقمية بتقنية البلوك تشين
نظام ذكي يصدر الشهادات فورياً ويضمن مصداقيتها ويخطط للتوسع في التعليم قبل الجامعي والمنصات العالمية

في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتتداخل فيه الحدود بين الواقع والرقمي، برز فريق من الباحثين المغاربة ليكتب فصلاً جديداً في قصة التعليم بالمغرب. أعلن الدكتور رشيد المدور عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك عن تطوير نظام “BlockMEDC”، الذي لا يكتفي بحماية الشهادات الجامعية الرقمية من التلاعب، بل يمنحها روحاً من الأمان والشفافية عبر تقنية “البلوك تشين” والعقود الذكية.
وفي عالم يزداد فيه التزوير الرقمي تعقيداً، جاء”BlockMEDC” كدرع حصين يحفظ مصداقية الشهادات الجامعية. هذا النظام الذكي لا يصدر الشهادات فقط، بل يضمن صدقها وفوريتها، حيث تُسجل كل شهادة في سجل رقمي موزع لا يمكن تغييره أو التلاعب به. هنا، يصبح التحقق من الشهادة مسألة ثوانٍ، لا تحتاج إلى أوراق أو مكاتب، بل إلى نقرة زر.
وراء هذا الإنجاز فريق بحثي متكامل، يجمع بين خبرات محمد فرتيتشو، أستاذ الذكاء الاصطناعي والرقمنة، وإسماعيل لمعقل الباحث الطموح في الدكتوراه، إلى جانب خالد المكاوي وزكرياء العلالي من الكلية متعددة التخصصات بالناظور، وياسين مليح من جامعة السلطان مولاي سليمان. كل واحد منهم أضفى على المشروع لمسته الخاصة، ليشكلوا معاً لوحة فنية متقنة من الابتكار والاحتراف.
لا يكتفي الفريق بهذا الحد، بل يخطط لتوسيع نطاق “BlockMEDC” ليشمل التعليم ما قبل الجامعي، ويطمح إلى جعل النظام متوافقاً مع المنصات التعليمية العالمية، ليرتقي بالمغرب إلى مصاف الدول الرائدة في التعليم الرقمي. حلمٌ كبير، لكنه اليوم أقرب من أي وقت مضى.
وقد تم إيداع طلب براءة اختراع للنظام، ليُثبت أن الابتكار المغربي ليس مجرد فكرة عابرة، بل مشروع متكامل يحمل في طياته مستقبل التعليم الرقمي في البلاد.
في زمن تتغير فيه قواعد اللعبة، يثبت “BlockMEDC” أن المغرب ليس فقط مستهلكاً للتكنولوجيا، بل صانعاً ومبدعاً. شهادة رقمية لا تزيف، أمان لا يُخترق، ومستقبل تعليمي مشرق ينتظرنا على أعتاب هذا النظام الثوري. هل نحن مستعدون لاستقباله؟
بالتأكيد، نعم.