أخباررياضةصحافةمجتمع

🛑 عاجل: مستقبل الرجاء الرياضي في ظل القيادة الجديدة: تحديات التحول والاستقرار

انتخابات حاسمة وتحولات إدارية مع انطلاق مشروع الشركة الرياضية لتعزيز الاستدامة المالية والهيكلة الحديثة

شهد نادي الرجاء البيضاوي أمس الإثنين 07 يوليو 2025 محطة حاسمة في تاريخه العريق من خلال انعقاد جمع عام انتخابي بمدينة الدار البيضاء، حيث اجتمع المنخرطون في أجواء مشحونة بالتوتر والترقب بعد موسم مليء بالتحديات على المستويات الرياضية والإدارية والمالية.
انعقد الجمع بفندق إيدو أنفا وسط جدل قانوني حول شرعية لائحة المنخرطين، لكن النصاب القانوني اكتمل بحضور 127 منخرطًا من أصل 160، مما مهد الطريق لانطلاق المنافسة الحامية بين ثلاثة مرشحين بارزين هم جواد الزيات، عبد الله بيرواين، وسعيد حسبان، كل منهم يحمل رؤية وخبرة مختلفة لتدبير شؤون النادي.
كانت القضايا المطروحة على طاولة الجمع العام محورية، إذ تركز النقاش حول ضرورة تسوية الوضعية المالية للنادي وتنزيل مشروع الشركة الرياضية الذي يهدف إلى ضمان استقلالية التدبير والتمويل، إضافة إلى إعادة بناء الثقة مع المنخرطين والجمهور والشركاء عبر شفافية ووضوح في القرارات.
رغم إغلاق الجمع أمام الإعلام والاكتفاء بالنقل المباشر عبر الصفحة الرسمية للنادي على فيسبوك، عكست أجواء الجمع أهمية المرحلة التي يمر بها الرجاء، والتي تتطلب قيادة حازمة وقادرة على تجاوز التحديات الداخلية والخارجية.
أسفرت الجولة الأولى من الانتخابات عن تصدر جواد الزيات بـ67 صوتًا، تلاه عبد الله بيرواين بـ40 صوتًا، ثم سعيد حسبان بـ34 صوتًا، مع وجود ورقتين ملغيتين، ما دفع المنخرطين إلى جولة ثانية حاسمة لعدم بلوغ أي مرشح العتبة المطلوبة للفوز المباشر. في هذه المرحلة بدأت تحركات التحالفات والتفاهمات بين المرشحين، حيث يسعى كل منهم إلى كسب دعم المنخرطين الذين صوتوا لصالح المنافسين في الجولة الأولى، وسط ترقب كبير من الجماهير التي تأمل في قيادة قادرة على إعادة الاستقرار للنادي.
وقد شهد الجمع العام أجواء متوترة ومشحونة بالتوتر، حيث تصاعدت الخلافات بين المنخرطين والمرشحين، ورافق ذلك تدخل محدود ومنظم لقوات الأمن لضمان سير الجمع بسلاسة وتفادي أي اضطرابات محتملة، في ظل حساسية الوضع وتوتر المناخ الانتخابي. هذا التدخل جاء ضمن التوازن المطلوب بين تأمين النظام واحترام حرية التعبير والتنظيم داخل النادي، وهو أمر يحظى باهتمام خاص في مثل هذه المناسبات التي تجمع بين التنافس السياسي والرياضي.
وفي سياق متصل، برز تصريح لعبد الله بيرواين خلال الحملة الانتخابية، كشف فيه عن جانب مهم من الوضع المالي للنادي، حيث روى زيارته لعزيز البدراوي، الرئيس السابق للنادي، في السجن، مؤكدًا أن البدراوي تنازل شفويًا عن مبلغ 1.7 مليار سنتيم لصالح الرجاء، قائلاً إنه “ما كيتسال الرجاء تا شي حاجة”. وأضاف بيرواين أن محمد بودريقة، رئيس سابق أيضًا، تنازل عن 400 مليون سنتيم لصالح النادي. هذا التصريح يسلط الضوء على تعقيدات الوضع المالي للنادي وضرورة الشفافية في معالجة هذه الملفات، خاصة في ظل قضايا تبديد أموال عمومية التي يواجهها بعض المسؤولين السابقين.
وتأتي هذه التنازلات الشفوية كخطوة قد تساهم في تخفيف الأعباء المالية عن النادي، إذا ما تحولت إلى تنازلات رسمية وموثقة، مما يعزز فرص الاستقرار المالي والإداري في المرحلة القادمة.
وأعلنت لاحقًا، الصفحة الرسمية للنادي على فيسبوك انتخاب جواد الزيات رئيسًا جديدًا للرجاء البيضاوي، في عودة طال انتظارها من قبل الجماهير التي تعول عليه في مرحلة جديدة تحمل معها استعادة الأمجاد وتحقيق الاستقرار داخل القلعة الخضراء. تأتي هذه العودة في وقت حساس، حيث ينتظر الجميع من الرئيس الجديد أن يضع خطة واضحة ترتكز على الشفافية والحكامة الجيدة، مع التركيز على تنزيل مشروع الشركة الرياضية الذي سيمنح النادي استقلالية مالية وتنظيمية، فضلاً عن العمل على تعزيز الموارد المالية وضمان استقرار الفريق الفني والإداري.

يمثل هذا الجمع العام والانتخابات التي تلتها نقطة تحول حاسمة في تاريخ الرجاء البيضاوي، حيث تتلاقى التحديات المالية والتنظيمية مع طموحات الجماهير في رؤية ناديها يعود إلى مكانته الطبيعية على الساحة المحلية والقارية.
وبينما تتجه الأنظار الآن إلى المرحلة التنفيذية وخطط الرئيس الجديد، يبقى الأمل معقودًا على أن تكون هذه البداية الحقيقية لعهد جديد من النجاح والاستقرار يعيد للرجاء بريقه ويؤكد مكانته كأحد أعمدة كرة القدم المغربية والإفريقية.
وبهذه المناسبة، عبرت مكونات النادي عن تمنياتها الصادقة للسيد جواد الزيات ومكتبه المديري بالنجاح والتوفيق في مهامهم الجديدة، مع التأكيد على أهمية مواصلة مسار التطوير والتميز الذي يليق بتاريخ الرجاء ومكانته الكبيرة. ويأتي هذا التعيين في وقت يمر فيه النادي بتحولات مهمة أبرزها المصادقة على مشروع الشركة الرياضية، مما يضع على عاتق الإدارة الجديدة مسؤولية كبيرة في ضمان الاستقرار المالي والتنظيمي، وتعزيز الأداء الرياضي للنادي. ويأمل الجميع أن تكون هذه المرحلة بداية عهد جديد يحقق فيه الرجاء المزيد من الإنجازات ويستعيد مكانته بين كبار الأندية.
يبقى الدور الذي لعبته التحالفات داخل النادي محوريًا في حسم نتائج الانتخابات، مما يعكس أهمية التوافق الداخلي في إدارة نادي بحجم الرجاء. كما أن التدخل الأمني المنظم كان جزءًا من ضمان سير العملية الديمقراطية داخل النادي، مع احترام الحقوق والحريات، في ظل أجواء سياسية ورياضية معقدة. ويظل من المهم متابعة التصريحات الرسمية للمرشحين والمكتب المسير الجديد، بالإضافة إلى متابعة الخطوات العملية التي ستتخذها الإدارة الجديدة لتنزيل مشروع الشركة الرياضية وتحقيق تطلعات الجماهير.

وبهذا، يشرع الرجاء البيضاوي في فصل جديد من تاريخه، فصل يملؤه الأمل والطموح، حيث تتلاقى الإرادة الجماعية مع القيادة الجديدة لتعيد للنادي مكانته المرموقة وتفتح آفاقًا مشرقة لمستقبل أكثر إشراقًا ونجاحًا.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!