حادث سير مروع في الحي الحسني بالدار البيضاء يثير مخاوف السلامة المرورية
انقلاب سيارة "رموك" وتصادمها بعدد من المركبات يكشف هشاشة منظومة الطرق وأهمية تعزيز الوعي المروري

في مشهد مأساوي هز حي الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء، شهدت شوارع الحي حادثة سير خطيرة تُعد من بين الأخطر في الآونة الأخيرة. شاحنة من نوع “رموك” فقدت السيطرة فجأة، لتقطع الطريق بعنف وتصطدم بعدد من السيارات المتوقفة، مما أحدث فوضى مرورية وأضراراً مادية جسيمة. المشهد كان صادماً لسكان الحي الذين شهدوا الحادث بأعينهم، وأثار موجة من القلق حول تكرار مثل هذه الحوادث في المدينة.
هذا الحادث يعكس بوضوح تحديات السلامة المرورية التي تواجهها الدار البيضاء، حيث السرعة المفرطة وعدم الانتباه غالباً ما يؤديان إلى كوارث مأساوية. ويأتي هذا في ظل تحذيرات مستمرة من السلطات ومنظمات المجتمع المدني بضرورة تشديد الرقابة على الطرقات وتوعية السائقين بخطورة القيادة المتهورة.
من الناحية التحليلية، تعكس هذه الحوادث أزمة أعمق في منظومة السلامة الطرقية بالمغرب، حيث تتداخل عوامل عدة مثل ضعف البنية التحتية، والإهمال في تطبيق قوانين السير، ونقص الوعي المروري. كما أن مثل هذه الحوادث تؤدي إلى خسائر اقتصادية واجتماعية كبيرة، فضلاً عن التأثير النفسي على المتضررين وسكان الأحياء المجاورة.
في ظل هذه المعطيات، لا بد من مقاربة شاملة تجمع بين التشريع الصارم، والمراقبة الفعالة، والتربية المرورية المستمرة، لضمان سلامة المواطنين وتقليل وقوع مثل هذه الكوارث التي تهدد حياة الأبرياء وتزعزع أمن الأحياء السكنية.
ويبقى الأمل معقوداً على تضافر جهود الجميع، من سلطات ومجتمع مدني وسائقين، لتغيير هذا الواقع المؤلم، وتحويل طرقات الدار البيضاء إلى فضاءات آمنة تحترم فيها الحياة والقانون.