المحمدية … مخدرات وجثث في الشوارع
نقلا عن جريدة الصباح
أربع جرائم قتل بشعة وعصابات فرضت سطوتها وهلع بين السكان
عاد الهاجس الأمني ليسيطر على عدد من الأحياء بالمحمدية، نتيجة تزايد عدد جرائم القتل وحوادث السرقة بالعنف، وانتشار المخدرات والمشروبات الكحولية، بشكل أثار حالة من الهلع في صفوف سكان المدينة، خصوصا الأحياء الشعبية (الحسنية 1 و2 ولابيطا والقصبة والرشيدية 1 و2 و3 وحي الوفا..).
وسجلت الأسابيع الماضية تزايدا كبيرا في عدد العمليات الإجرامية التي توزعت على مختلف أرجاء المدينة، كان من بينها أربع جرائم قتل، دون الحديث عن ضحايا السرقة بالعنف، والتهديد بالسكاكين والسيوف، من قبل عشرات العناصر المنحرفة المعروفة بسلوكها العدواني، وبسجلها الإجرامي، علما أن بعض هذه العناصر كانت محط شكايات متعددة من قبل بعض السكان دون أن تطولها يد الأمن، فيما سجل في حالات أخرى اعتقال بعض العناصر، قبل أن تجد طريقها للحرية وقتا قصيرا بعد ذلك، وسط علامات استفهام كثيرة.
عبر عدد من السكان في تصريحات لـ”الصباح”، عن سخطهم الشديد لحالة الانفلات الأمني، وهو ما جعل بعض العناصر الإجرامية تتمادى في سلوكها، وتقوم بترويع المواطنين في واضحة النهار، كما يحدث يوميا أمام متاجر كبرى، يتم فيها بيع الخمور بكل أشكالها، خصوصا بالحسنية والقصبة المعروفة بكثافتهما السكانية العالية ويعيشان يوميا على وقع أعمال إجرامية تتخذ في بعض الأحيان طابع الخطورة.
وتعيد “الصباح” تركيب أربع أخطر جرائم قاتلة عاشتها المحمدية في اقل من شهر، راح ضحيتها ثلاثة شباب منهم قاصران، ومشرد في عقده الرابع، فصل رأسه عن جسده وكان الموضوع الرسمي لوسائل الإعلام خلال الأسبوع الماضي.
“زعزاع” قطع رأس ضحيته
في يوم ماطر، وفي حدود الساعة التاسعة ليلا من الخميس الماضي، اهتز دوار الشريف بالمحمدية، على وقع جريمة مروعة، بطلها شخص ملقب بـ “زعزاع” والذي قطع رأس شخص في عقده الرابع بسيف، وراح يتجول به بين دروب الدوار، تاركا الجثة مرمية بجانب الوادي المالح بغابة بين المصباحيات ومخيم الشبيبة والرياضة قرب الطريق السيار.
بعد ذلك قصد (مجنينة المحمدية) دكانا تديره امرأة، ووضع الرأس فوق (كونطوار) المتجر وطلب منها مده بسيجارة. في الوهلة الأولى حسبت صاحبة المحل الرأس دمية، قبل أن تفاجأ أن ملابس المشتبه فيه ملطخة بالدماء، ويحمل في يده الأخرى سيفا كبيرا، لتشرع في الصراخ من شدة الخوف. اعتقال مجنينة المحمدية، تم بصعوبة كبيرة، بعد أن اضطرت الشرطة إلى إطلاق الرصاص الحي.
وقالت مصادر “الصباح” إنه كان بالإمكان تفادي هذه الجريمة، بعد أن فشل الجاني في قتل أحد أبناء الدوار سابقا.
عشريني يجهز على قاصر
لم يمض على جريمة “مجنينة”، أقل من 24 ساعة، حتى اهتزت المحمدية، فجر السبت على وقع جريمة قتل أخرى، خلفت توجسا من انعدام الأمن وسط نفوس سكان المدينة. الضحية هذه المرة قاصر في 17 من عمره، قتل على يد شاب آخر يبلغ من العمر 22 سنة، ويقطنان معا في الزقاق نفسه بحي الحسنية 2، إذ وجه له ثلاث طعنات قاتلة. وأكدت مصادر “الصباح”، أن سبب الجريمة تافه للغاية، غير أن الأقراص المهلوسة أججت الخلاف بين الطرفين وساهمت في وقوعها.
كان الجاني والضحية رفقة أصدقائهما قرب منزل الضحية، ونشب خلاف تافه بينهما، فقرر الضحية القاصر مغادرة المجموعة إلى منزل والديه، الأمر الذي لم يستسغه الجاني، فاستل سكينا وطعن الضحية ثلاث طعنات في القلب والفخذ والرأس.
“القرقوبي” يدفع شابا إلى قتل شقيقه
تحول خلاف بسيط الأحد قبل الماضي، بين شقيقين بمنطقة “لاسيسطا” قرب شاطئ “الصابليط” بالمحمدية، إلى جريمة قتل، بعد أن طعن أحدهما الثاني على القلب، ما تسبب له في نزيف حاد عجل بوفاته. وأكدت مصادر “الصباح”، أن المتهم أوقف في حالة غير طبيعية، وأنه ظل بمسرح الجريمة غير مستوعب قتل شقيقه الأصغر، ولم يجد بدا من الاعتراف بالمنسوب إليه أمام عناصر الأمن، مدعيا معاناته “الحكرة”، من قبل شقيقه الأصغر الذي يعيش فترة مراهقة صعبة ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة تخصه، مضيفا أن الأمر جعله ينتفض في وجه شقيقه، وقام بالاستعانة بسكين، وجه به طعنة قاتلة إليه، حتى سقط على الأرض مضرجا في دمائه، مؤكدا أن نيته لم تكن تنصرف إلى قتل شقيقه وإزهاق روحه.
جريمة قتل بسبب قنينة خمر
انطلقت وقائع هذه الجريمة التي ذهب ضحيتها، رجل خمسيني، من بوابة صغيرة بسوق تجاري كبير بحي الرشيدية1، الذي يقود إلى رواق المشروبات الكحولية بسوق ممتاز، إذ خرج الضحية العجوز من الباب الصغير متأبطا قنينة خمر، فلمحه ثلاثة أشخاص كانوا منزوين عند ركن منزل أحدهم، من أجل استجداء ثمن اقتناء قنينة نبيذ، أو مضايقة المارة على الرصيف، خاصة النساء، وحاولوا سلب الضحية القنينة، لكنه أبدى مقاومة كبيرة للجناة رغم كبر سنه، ولم يستسلم لمحاولتهم تجريده من قنينته، ما دفع بأحدهم إلى إحكام قبضته على الضحية، وخنقه بذراعه، في حين قام الآخران بتثبيته وسلبه القنينة، غير أنهم بمجرد ما أن حصلوا عليها، حتى فارق الضحية الحياة مختنقا بين يدي الجاني الرئيسي.
العثور على جثتين بالمحمدية
عثرت المصالح الأمنية بالمحمدية بداية الشهر الجاري، على جثتين لشخصين في ظروف غامضة، ما جعل عناصر الدرك الملكي بالجماعة القروية سيدي موسى بن علي، وعناصر الدرك العلمي بالمحمدية، تعلن حالة استنفار لفك لغزهما، ويعتري التوجس نفوس سكان جماعتي سيدي موسى بن علي وعين حرودة، خصوصا أن الجثة الأولى كانت متفحمة بالكامل، عثر عليها في مجرى للمياه العادمة بدوار العثامنة بمنطقة سيدي موسى بن علي التابعة ترابيا لعمالة المحمدية، من قبل أحد المواطنين بالمنطقة. في حين عثر على جثة في وضعية جد متحللة، في خندق يفصل الطريق السيار الرابط بين جماعة عين حرودة والمحمدية على مستوى البدال الطرقي غرب المحمدية والمنطقة الصناعية وغابة الشلالات.
ولم تستبعد مصادر “الصباح” أن يكون مجنينة هو من ارتكب الجريمتين، في حين قالت أخرى، إن البحث متواصل في انتظار النتائج، التي قد تؤكد إن كان الحادث ناتجا عن فعل جرمي أم لا.