أخبار

سيرورة المدارس المسرحية منذ النشأة:

عمر ملوك

مفهوم المسرح: هو أبو الفنون فهو بوثقة تنصهر فيها كل أشكال الفنون من تشخيص وموسيقى وتأليف ونقش وتشكيل وسينوغرافيا ومؤثرات صوتية وإنارة..، وقد عرف النشأة الأولى منذ القرن السادس قبل الميلاد في اليونان حيث كانت البدايات عبارة عن احتفالات بديونيسوس في إطار حفل سنوي ينظم على مدار عدة أيام تعرض فيه مسرحيات لمؤلفيها بمعدل مسرحية واحدة كل يوم على خشبة بسيطة وأمام جمهور واسع، حيث يتفاعل الجمهور الحاضر مباشرة مع العروض التي بدأت بدون حوارات فتم إدخال الحوار بعد ذالك ليبدأ التنافس بين المؤلفين و المبدعين في الكتابة والسرد.
المدرسة الرومانتيكية:
من أهم مفكريها أبو الرومانتيكية ويليام شكسبير و فيكتور هيجو من خلال مؤلفه البؤساء ، فهي اتجاه كرس الصراع بين العقل و العاطفة حيث ينتصر للعاطفة في مقابل العقل، وهي بالتالي ابتعدت عن الواقع الإنساني وتاهت في الأحلام و العواطف.
ومع ظهور تغيرات مجتمعية عميقة كالمناداة بالمساواة بين الرجل و المرأة و المساواة الطبقية مع احتدام أنشطة الجمعيات النسوية طرأت تغييرات على مستوى كتابة النص وهو م أدى إلى ظهور المدرسة الواقعية 1850.
المدرسة الواقعية 1850 :
وهي اتجاه ركز على التعبير عن قضايا المجتمع كما أن المواضيع كانت معاصرة لحياة الكتاب، أما الشخصيات فهي واقعية و قريبة من لممثلين أما المضمون فركز على الصراع بين الإنسان و المجتمع، ومن أ÷م روادها هنري جنس من أهم أعماله مسرحية *بيت دمية*.
المدرسة الطبيعية 1870:
هي اتجاه يعتبر امتدادا للمدرسة الواقعية حيث ظهر مع بدايات 1870 وتميز بالإغراق في الواقعية حيث يتناول الحياة كما هي دون تأثيرات أو تعديلات أو تجميل أو أي تعديلات سواء على الممثلين أو على المشهد العام المكون للمسرحية. وأهم روادها أوجست ستريندبرغ بمسرحية: *ميس جوليا*.
المدرسة الرمزية:
مع عودة كوكبة من المثقفين الفرنسيين المهاجرين رجعوا إلى فرنسا روجوا لأفكار كانط: * الحقيقة نابعة من ذواتنا * أي أن ما نراه حقيقة فهو كذلك بغض النظر عن حقيقته الفعلية، وهو تيار رفض مبدأ محاكاة الواقع و الإيمان بقيمة الخيال واستخدم لهذا الغرض الرمزو الإيحاء ليخلص الى التعبير عن الأفكار الداخلية و العواطف باستخدام لغة شاعرية تتميز بالإنفعالية و التصويرية.
المدرسة التعبيرية 1910/1925:
ازدهرت أ‘مال هذه المدرسة من سنة 1910 إلى سنة 1925 حيث اشتغلت على التداخل بين الحلم و الواقع وميزت بين الشخصية الرئيسية وباقي الشخصيات التي اعتبرتها الهلامية كما ركزت على استعمال الإضاءة أما على مستوى الحوار فقد كثر استعمال الجمل القصير التلغرافية أو المونولوغات الطويلة.
المدرسة الملحمية /بريخت / 1918//1914:
وقد ظهر المسرح الملحمي كرد فعل للحرب العالمية الأولى حيث تذهب المسرحية الملحمية بجمهورها إلى الانخراط في التفكير بالقضايا السياسية والاجتماعية، التي تتناولها في سياقها، وما يميّز المسرحيات الملحمية عن غيرها أنها تترك نهايات القضايا مفتوحة دون وضع حلول لها، تاركة للجمهور التفكير النقدي والمنطقي لإصدار الأحكام النهائية بنفسه على الأحداث، والتي عادةً تحمل وجهات نظر مختلفة، وبذلك يتعرّف الجمهور أكثر على المشكلات الاجتماعية، وأفضل سبل حلّها.
من بين أشهر المسرحيات الملحمية العالمية، يمكن ذكر مسرحية “الإلياذة” للشاعر اليوناني هوميروس، و”الإخوة كارامازوف” للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي، و”الملك لير” للكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير، و”فاوست” للكاتب الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته، و”أوديب الملك” للشاعر الإغريقي سوفوكليس.
المنهج البيوميكانيكي:
هو منهج يعبر عن العلاقات الإنسانية وتفاعلاتها عبر الحركات، الإشارات و الإيماءات عبر بلاغة الجسد الخاضعة لشعرية الموسيقى. ويقوم على مقومين أساسيين:
الحركية الفيزيائية و الميكانيكية: فتنصب على حراكات الجسد الديناميكية من رأس وعين ويد وجذع وقدم.
العضوية: هي الحيوية و الجاهزية في ردود الأفعال الشرطية و الإنعكاسية.
خاتمة :
لقد حاولت من خلال هذه السيرورة المختصرة جدا أن أضع بين يدي القارئ العزيز الخطوط العريضة للتتطور الذي عرفه المسرح مع اختلاف التيارات و المدارس المؤسسة له، ليبقى المسرح بالرغم من تنوع المدارس واختلاف مداخلها منبعا للاعبير عن التفاعلات الإنسانية ورصد قيم الحق و الخير و الجمال ورصد الصراع بين الخير و الشر في جميع تمظهراته، مع تسجيل تراجع كبير في ما يخص الممارسة المسرحية بالمغرب على سبيل المثال من حيث عدد الإنتاجات السنوية وعدد المسارح الصالحة للعرض والتوزيع الجغرافي لأهم أماكن العروض المسرحية المتاحة وقلة الدعم الممنوح للمجتهدين في المجال، وهو ما يؤثر بالسلب على حجم الإنتاجات و شح عددها وبالتالي حرمان جماهير كبيرة وشرائح واسعة من المجتمع من الإحتكاك بهذا الفن النبيل

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!