شبكات تضم أطباء وخبراء حوادث وأصحاب ورشات للسيارات مقابل تقاسم الكعكة
كثرت في الآونة الأخيرة، طرق الاحتيال عن طريق الحوادث الوهمية، إذ أضحت شبكات متخصصة في هذا المجال، تضم أطباء وخبراء حوادث وعدة جهات تعرض خدماتها، مقابل نصيبها من الكعكة.
ومن بين الطرق الأكثر استعمالا في الحوادث الوهمية، من قبل أصحاب السيارات، الاتفاق المسبق بين أصحاب الورشات “المطالين” وأصحاب السيارات، وكمثال على ذلك نسرد واقعة أحد الكراجات بمدينة المحمدية، حيث يتجاهل صاحب المحل، سؤال زبائن ورشته عن أسباب طلبهم تغيير الأبواب والأضواء وأجزاء في الهيكل الأمامي لسيارات سليمة بأخرى مهشمة، إذ يعلم مسبقا أنهم ينوون الادعاء بأن تلك الأجزاء تعرضت للتلف بسبب حادث مروري، ما يستوجب تعويضهم من قبل شركات التأمين.
يقول صاحب المحل في حديث ودي مع “علاش بريس”، “ليس لي دخل بما يطلبه الزبون مني، فلكل مواطن الحق في استبدال أي قطعة في سيارته، وأنا أقوم بعملي الذي أتقاضى مقابله أجرا”، مضيفا في هذا الصدد، إن هذه العملية يستعملها أصحاب السيارات التي تصاب في حوادث بسيطة.
ويضيف صاحب المحل، أن العملية تنطلق بمجرد حصول صاحب السيارة على معاينة ودية لحادث سير قد يكون صحيحا، أو وهميا، حيث يقصد صاحب السيارة ورشة المطال، ويطلب استبدال أجزاء من السيارة بأخرى مهشمة، ليعمد صاحب السيارة بعد ذلك إلى الاتصال بشركة التأمين، التي توفد خبيرا لمعاينة السيارة ليعمد إلى التقاط صور للسيارة من كل الجوانب، قبل أن يطلب من صاحب السيارة مد شركة التأمين بورقة تتضمن حجم الخسائر الخاصة بقطع الغيار، ليتوجه بعدها صاحب السيارة إلى محلات لبيع قطع الغير ويطلب منهم مده بوثيقة تتضمن أسعار قطع الغيار، كما أنه يطلب منهم تضخيم الأثمنة، ليقوم بوضع الورقة لدى شركة التأمين، التي تعطيه الضوء الأخضر لإصلاح سيارته.
كما أكد صاحب الورشة، أن صاحب السيارة بمجرد حصوله على إذن الإصلاح، يعمد إلى إعادة أجزاء السيارة السليمة، ويقوم بوضع عدد من التحسينات عليها، أهمها إعادة صباغة السيارة من جديد، التي تكون مصاريفها قد سبق وضعها ضمن ورقة المصاريف، ليمر صاحب السيارة إلى المرحلة الأخيرة، حيث يتمكن من إحضار فاتورة من شركات، غالبا تكون وهمية تتضمن جميع الخسائر وكل ما تم صرفه، من قبل مالك السيارة، إذ يطلب بعدها من شركة التأمين الحضور للورشة لأخذ صور للسيارة بعد الإصلاح بمعية الأجزاء المهشمة، وتقوم بعد ذلك شركات التأمين بمنحه شيكا بنكيا يتضمن مبالغ مالية كبيرة، مقابل حادث بسيط.
