لم يكن يظن أحد، إن تخرج جريمة قتل تونسي يحمل الجنسية الفرنسية بمنزل شاطئي بمنطقة الداهومي ببوزنيقة الاثنين الماضي، عن عملية سرقة تحولت إلى جريمة قتل واغتصاب. غير إن المعطيات التي توفرت خلال 72 ساعة الماضية، كشفت لمحققين بسرية درك بوزنيقة بعد قبضهم على المتهمين الرئيسيين في عملية القتل، عن وجود سفاح كان يصول ويجول بالمنطقة وتمكن من قتل بالإضافة للمواطن الفرنسي إلى قتل ثلاث أشخاص أخرين شاب وفتاتين. والأبشع انه قتل وخطط لتخلص من جثت الضحايا، عبر دفن جثتين داخل منزلين شاطئين. في حين نكل بالجثة الثالثة التي قام بتقطيعها قطعا ورمى بها في البحر. علاش بريس تعيد في هذا التحقيق كرونولوجيا الجرائم بكل تفاصيلها.
إعادة تمثيل الجريمة[highlight color=”red”][/highlight]
كانت الساعة تشير إلى منتصف الخميس الماضي، وبحضور رجال الصحافة والإعلام، تم تطويق منطقة الداهومي بعدد كبير من سيارات ودرجات نارية للرجال الدرك، حيت تمت الاستعانة بعناصر تابعة لسرية ابن سليمان وأخرى من خارج الإقليم، تامينا لإعادة تمثيل الجريمة. تزامن الأمر مع هطول أمطار غزيرة منعت المسؤولين الأمنين من مباشرة العملية التي تأجلت لحوالي 20 دقيقة. قبل إن يترجل من سيارة رباعية الدفع الجناة برفقة عناصر دركية مسلحة برشاشات، دخل الجميع صوب المنزل الشاطئي، عندها لحق بهم رجال ونساء الصحافة. قبل إن يعترضهم مسؤول دركي الذي أشار على صحافي القناتين الأولى والثانية بالدخول، وامر الباقي بالبقاء خارج المنزل، وهو الأمر الذي احتج عليه مجموعة من الصحافيين قبل إن يتدخل مسؤول أخر ويصرح أنها تعليمات النيابة العامة. استمرت عملية إعادة تمثيل الجريمة حوالي النصف ساعة قبل إن يخرج الجمع، في حين غادر الصحافيين المكان احتجاجا على المفاضلة التي أبان عنها مسؤولي الدرك اتجاه الصحافة.
السفاح يعترف بقتل ابن الجيران وخليلته
في حدود الثانية زوالا تلقت علاش بريس اتصالا من مصادر قريبة من الملف، يفيد إن السفاح كشف للمحققين قبيل إحالته على النيابة العامة، بجرائم جديدة كان قد ارتكبها خلال الأسبوعين الماضيين. وهو الأمر الذي شكل صدمة للمحققين. حيث أطلعهم انه قتل ابن جيرانهم البالغ من العمر 34 سنة وخليلته التي كانت تشغل نادلة بمقهى وتكتري غرفة بحي الأمل. مؤكدا انه بعد قتلهم قام بدفنهم في مكانين منفصلين. مباشرة بعد هذا التصريح تحركت هواتف المسؤولين وتم إغلاق المنطقة عبر حظر التجول بها، ليدل السفاح المحققين عن مكان دفن الجثة الأولى التي تعود لابن الجيران، والتي قام بدفنها بمنزل شاطئي كان في ملكية والدته سابقا. في حين دفن جثة الفتاة تحت رمال الشاطئ بجانب منزل شاطئي محاذي للمنزل الذي يخص والدته. ليتم انتشال الجثث التي تم إرسالها مباشرة إلى مستشفى الطب الشرعي الرحمة من اجل إخضاعها للتشريح الطبي. التحقيق بين إن أسرة الشاب قامت بتسجيل حالة اختفاء للضحية لدى المصالح الأمنية، كما نشرت عدة إعلانات عبر الوسائط الاجتماعية.