أخبارسياسة

الدورة الأولى للمنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين بمراكش من الإثنين 29 ماي 2023 إلى 31 منه.

أول لقاء دولي للبرلمانيين الاشتراكيين الشباب بحضور ما يزيد عن 70 مشاركا، يشكل نموذجا لأشكال التعاون الممكنة بين الضفتين وللتعاون جنوب-جنوب، وكذا فضاء للتواصل المباشر.

انطلقت، اليوم الاثنين بمراكش، أشغال الدورة الأولى للمنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، بمشاركة ثلة من البرلمانيين الشباب والخبراء من مختلف أنحاء العالم.

ويشكل هذا المنتدى الدولي، الذي ينظمه الفريق الاشتراكي -المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، بشراكة مع الشبيبة الاتحادية وشبكة “مينا لاتينا”، على مدى ثلاثة أيام، تحت شعار “مساهمة البرلمانيين الشباب في تعزيز السياسات العمومية التقدمية والعادلة”، فضاء لتبادل التجارب والنقاش وأرضية لإنتاج الأفكار والمقترحات التي سيتم تقاسمها مع الفرق البرلمانية والأحزاب المعنية، وكذا اقتراح تدابير وإجراءات يتم التوافق حولها.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، عبد الرحيم شهيد، أن “هذه المبادرة تعد جزء مهما في سياق التراكمات التي حققها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والفريق الاشتراكي على مستوى المؤسسات البرلمانية الثنائية والمتعددة الأطراف، وعلى رأسها الاتحاد البرلماني الدولي، أو على مستوى المنظمات السياسية الدولية، وخاصة الأممية الاشتراكية ومنظمة التحالف التقدمي”.

وشدد على أن النهوض بالعمل التنسيقي بين القوى البرلمانية وتحقيق التراكم أضحى هدفا ملحا، وذلك من خلال إطلاق المبادرات الرامية إلى تقوية التعاون لمجابهة مختلف التحديات، وتكثيف التنسيق والتشاور بين البرلمانيين في ما يخص القضايا المشتركة الملحة، عبر تبادل الرؤى والخبرات والتجارب بشأنها.

وبخصوص برنامج المنتدى، أبرز السيد شهيد أن المنظمين حرصوا على طرح قضايا راهنة للنقاش، من أجل تبادل المعرفة والخبرة بين مختلف البلدان ومد جسور التعاون معها، وإشراكها من أجل التأثير بشكل أكثر فعالية في القضايا التي تهم الإنسانية، من قبيل آليات تعزيز الأمن والسلم وتعزيز المسارات الديمقراطية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والهجرة، والتنمية المستدامة، والبيئة، والطاقات المتجددة، وقضايا النوع والمساواة، والحقوق والحريات والشباب.

ولفت، في هذا الصدد، إلى “ترابط جميع هذه القضايا وإمكانية رفع التحديات من طرف الأجيال الجديدة من السياسيين ومختلف الفاعلين، التواقين إلى تحقيق السلم والعدالة الاقتصادية والاجتماعية”، مشيرا إلى أن الهدف الأساس يتمثل في إضفاء الفاعلية على الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الحقوق والحريات واستتباب السلم والأمن والاستقرار.

جهته، قال المنسق اللوجستي لشبكة “مينا لاتينا”، أيوب الهاشمي، إن هذا المنتدى الذي يعد أول لقاء دولي للبرلمانيين الاشتراكيين الشباب بحضور ما يزيد عن 70 مشاركا، يشكل نموذجا لأشكال التعاون الممكنة بين الضفتين وللتعاون جنوب-جنوب، وكذا فضاء للتواصل المباشر.

وأضاف أن السياق الدولي الراهن الذي يتسم بتفاقم النزاعات المسلحة بالعديد من بقاع العالم والأزمات الغذائية ومعدلات التضخم المرتفعة، ما يؤثر على الشباب بشكل أكبر، لا يمكن إلا أن يكون دافعا للمزيد من التشبيك والتعاون والتواصل الدائم.

وأبرز السيد الهاشمي أن “الرغبة في خلق جسر من التواصل المباشر والمستمر، بغض النظر عن أي تشابه أو اختلاف ودون وسيط، يعد الدافع المحرك لإنشاء شبكة +مينا لاتينا+، إلى جانب تقارب أشكال التحديات التي تعيشها دول الجنوب، وهو ما تمت ترجمته على أرض الواقع انطلاقا من الملتقى الدولي الأول للشبكة بمدينتي الرباط وطنجة سنة 2021”.

ويهدف المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين إلى تشجيع البرلمانيين الشباب على مناقشة القضايا ذات الراهنية وتحليلها واقتراح حلول مبتكرة وفعالة، من خلال استغلال مهاراتهم في استخدام التكنولوجيات الجديدة وشبكات التواصل الاجتماعي لتعبئة وزيادة وعي الأطراف الفاعلة الأخرى حول هذه القضايا المهمة، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والبيئة والمساواة بين الجنسين. كما يمكنهم أخذ الريادة في هذه القضايا من خلال مقاربات وأدوات جديدة، مع تطوير الشراكات الدولية.

كما يروم المنتدى تمكين البرلمانيين الشباب الذين هم في فترة ولايتهم البرلمانية الأولى، من الانفتاح على مختلف المقاربات الدولية، واستلهام الأفكار وإلهام نظرائهم من جميع مناطق العالم، فضلا عن توفير فرصة للتواصل والتعاون في مختلف القضايا والمواضيع التي تهم الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين في جميع أنحاء العالم.

ودعا إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى “مأسسة إطار المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب من الأحزاب الاشتراكية والاشتراكية الديمقراطية (المنعقدة دورته الأولى بمراكش)، عبر هيكلة تنسيقية تضم برلمانيين ممثلين عن كل قارة”، مؤكدا التزام حزبه وفريقه البرلماني بـ”دعم هذا الإطار بالشكل الذي ستتفقون عليه”.

وخاطب لشكر حوالي 90 برلمانيا شابا وبرلمانية شابة، مغاربة وأجانب، من أطياف اشتراكية متعددة، يجتمعون لثلاثة أيام بمراكش، قائلا: “هذه الدعوة ليكون مجهودكم الترافعي فعالاً ولضمان استمرار التواصل والتعاون بينكم في مختلف القضايا والمواضيع التي ستتداولون بشأنها، ولتكونوا قوة اقتراحية في الإطارات الأممية التي تجمَعُنا”.

كما لم يخف سعادته بمبادرة الفريق الاشتراكي–المعارضة الاتحادية بشراكة مع “الشبيبة الاتحادية” و”شبكة مينا لاتينا”.

وقال الكاتب الأول لـ”حزب الوردة”: “خلقُ فضاء يسمح لقياديين اشتراكيين واشتراكيين ديمقراطيين شباب بالتواصل وتبادل وجهات النظر وخلق علاقات مباشرة أمر إيجابي، بل وحيوي”.

وأضاف أن “تمكين الشباب في الأحزاب من التمرس على السياسة الحقة ضرورة حتمية لضمان استمرار وتجدُّد مشروعنا المجتمعي” وأن “هذا التمرس يمر بالتأكيد عبر الترشح للانتخابات وتمثيل المواطنين محلياً أو وطنياً، ولكن كذلك عبر الانفتاح على العالم والتمرس على العلاقات الدولية”، وزاد: “العالم اليوم مُطالَب بالإجابة عن أسئلة وإكراهات تتجاوز قدرات وإمكانيات البلد الواحد ولو كان قوة عظمى”.

وهذا ”ما أبانت عنه جائحة ‘كوفيد-19’ على صعيد العالم من كون المخاطر التي كنّا نتأهب لمواجهتها ونتسلح لحماية أنفسنا وأوطاننا منها لن تكون هي المخاطر التي قد تفتك بالبشرية؛ فالتهديد الأكبر على حياتنا كان كائنا مجهريا لا يميز بين فقير وغني ولا أبيض أو أسود، ولا يَأْبَهُ بالحدود، لذلك فأي حرب ضده كانت تستدعي مجهوداً مشتركاً للبشرية جمعاء على مستوى البحث العلمي والتعاون اللوجستي، والتشاور، والتدبير الاقتصادي، والاجتماعي”. حسب لشگر،مردفا “الارتباك في التعاطي الحكومي والأممي والدولي مع الجائحة في الأسابيع الأولى؛ ما يدل على أننا غير مؤهلين للتعاطي مع هذا النوع من المخاطر، ولم نرتَقِ بعد لتجاوز أنانياتنا الفردية أو الوطنية في حل هكذا أزمات، خاصة بعد تنامي الشوفينية والعنصرية لدى مجتمعات الدول العظمى في العقد الأخير”.

وتابع مؤكدا أن الدول “أصبحت تسعى إلى نهج تنمية مستدامة تحفظ التوازن بين تداعيات التطور الاقتصادي والاجتماعي المتسارع، من جهة، وبين مستلزمات المنظومات البيئية من أجل ضمان العيش السليم للمواطنين والمواطنات اليوم وفي المستقبل، من جهة ثانية” بسبب  “تحدي التغير المناخي لا يقل أهمية؛ إذ يتربص بالبشرية بعد تحوله لقضية تسترعي انتباه الجميع منذ بداية الألفية الثالثة، نظرا للمخاطر المهولة والمتعددة على حياة الإنسان والبيئة”.

“إنها ظواهر لها تبعات أقوى من الحروب والأزمات الاقتصادية، وتدفعنا لمساءلة منظماتنا الدولية والإقليمية التي عجزت عن التعامل مع هذه الأزمات الجديدة بكل المقاييس”، رابطاً “عجز المنظمات الدولية” بسياق انعقاد “مبادرة مثل المنتدى البرلماني هي فرصة سانحة من أجل الترافع في هذا السياق”.

وانتقد لشكر في كلمته أمام المنتدى “الانغلاق على الذات وتغليب السياسات الحمائية في هذه الظروف، باعتباره الحل السهل الذي لجأت إليه أغلب الدول، ولكنه حلٌ غير مستدام بالنظر إلى الترابط الذي يطبع مجتمعاتنا واقتصادياتنا”، وزاد: “نحن لسنا مضطرين للاختيار بين الليبرالية المتوحشة من جهة والشوفينية من جهة أخرى”.

وطالب في الأخير بـ”إعادة النظر في طرق وسلاسل الإنتاج، مستحضرين ضرورة ضمان السيادة الغذائية وتأمين حد أدنى من الاكتفاء الذاتي من بعض المنتجات، وخفض بصمة الكربون للسلع، وتجاوز منطق السلع الأرخص لصالح السلع الأجود والأكثر استدامة بيئيا واجتماعيا”.

ويقترح “الترافع عن هذا المشروع كاشتراكيين واشتراكيين ديمقراطيين؛ فانبعاث المشروع الاشتراكي الديمقراطي أمر حتمي، بَدأت بوادره”، وأردف مخاطبا المشاركين في المنتدى: “أنتم مَوْكول لكم خلال هذا المنتدى الإسهام في تقوية المشروع الاشتراكي الديمقراطي التقدمي عبر تقديم إجابات عن أهم التساؤلات الراهنة لأنكم كقياديين شباب قادرون على إبداع وتنفيذ سياسات تقطع فعلياً مع الممارسات التقليدية”. ليختم ب “ترافعكم عن المشروع التقدمي الاشتراكي الديمقراطي هو مساهمة قيّمة في المجهود الترافعي الذي تقوم به الأممية الاشتراكية، خاصة منذ مؤتمرها الأخير في مدريد، وتجديد هياكلها وتولي رئاستها من قائد شاب هو الرفيق بيدرو سانشيز. ومجهودكم كذلك سيعضّد عمل الرابطة التقدمية كشبكة تحتفي بعقدها الأول هذا الشهر، ويجتمع مجلسها ببروكسل نهاية الشهر المقبل”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!