أنشطة ملكيةحوادث

المحمدية … منطقة عبور لكبار تجار المخدرات الصلبة

التحقيقات عرت هشاشة المراقبة بالنقطة الحدودية

تعد المحمدية، مركز عبور لكبار تجار المخدرات الصلبة بالمملكة. ويستهدف أباطرة الكوكايين المدينة لأنها تتوفر على ميناء نفطي كبير من جهة، ولقربها من العاصمة الاقتصادية التي تتوفر هي الأخرى على أكبر الموانئ بإفريقيا، إذ يتم استغلال عبور الباخرات من كل الجنسيات، الأمر الذي يجعل منتجي المخدرات الصلبة يتخذون من الميناءين منطقة توزيع صوب وجهات أخرى.

وفي هذا الخصوص تعيد “الصباح” التذكير، بعمليتين تم إحباطهما من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، إحداهما في الأسبوع الماضي، إذ تم حجز أزيد من 30 كيلوغراما من الكوكایین، مخبأة بإحكام في حقائب بلاستيكية وموضوعة داخل حاوية كبيرة بمقر شركة بالجماعة القروية الشلالات، ضواحي المحمدية، متخصصة في صنع الأنابيب البلاستيكية المستعملة في قنوات الصرف الصحي.

وأفرزت التحقيقات المنجزة في هذا الصدد، أن شحنة الكوكايين عرت هشاشة المراقبة بالنقطة الحدودية التي عبرت منها أزيد من 40 حاوية لفائدة الشركة نفسها، مستوردة من البرازيل قدرت بحوالي 40 حاوية.

ومازالت الأبحاث مستمرة لتحديد وجهة المخدرات، حيث شمل البحث ميناء البيضاء، للتعرف على مختلف الشركات التي استوردت من البرازيل، تزامنا مع التاريخ الذي وصلت فيه الحاويات إلى البيضاء، والجهات التي سهلت دخول المخدرات الصلبة وبهذه الكمية.

والعملية الثانية التي عرفتها المدينة، أسقطت فيها شبكة مكونة من 20 شخصا، تضم مغاربة وأجانب، وصدرت في حقهم أحكام وصلت إلى 117 سنة، والمعروفة بـ”باخرة تانزانيا”.

وفي تفاصيل تلك القضية التي وقعت في 2016، عندما كشفت الفرقة الوطنية للدرك الملكي، على ملف الشبكة الدولية للمخدرات التي كانت تنشط على متن الباخرة السورية “ليالريا روز”، التي كانت ترفع علم تنزانيا، وتضم طاقما مكونا من تسعة سوريين، إذ تم الاشتباه في بأنها تقوم بنقل الأسلحة نحو سوريا، إلى أن بينت التحقيقات وجود آثار للمخدرات، لكنها لم تكن كافية لإدانة الطاقم الذي أنكر طيلة التحقيق الاتهامات المنسوبة إليهم.

فتم إخلاء سبيلهم من أجل مغادرة المياه الإقليمية، لانعدام أدلة كافية تثبت أن الباخرة كانت تقل مخدرات. غير أن الصدفة لعبت دورا كبيرا في القبض على أفراد هذه الشبكة، بعدما تم وضع جميع الخطوط الهاتفية الخاصة بالمتهمين تحت المراقبة.

ومكنت العملية من رصد مكالمة تلقاها أحد أفراد طاقم الباخرة أثناء وصولها إلى مياه إقليم العرائش، تبين أن مصدرها الدار البيضاء، يأمر صاحبها طاقم السفينة بالعودة على وجه السرعة صوب ميناء البيضاء، من أجل شحن كمية كبيرة من المخدرات، ولم تستطع الشرطة تحديد هوية صاحب المكالمة، نظرا لاستعماله للبطاقة هاتفية غير مسجلة لدى فاعلي الاتصالات.

وتم رصد مكالمة أخرى أجراها الطاقم، مع رقم هاتفي، تبين بعد البحث أنه مسجل باسم سائق تاكسي صغير بالدار البيضاء.

وبمجرد توصل المحققين لأول الخيوط، قاموا بتعقب السفينة وإيقاف جميع أفراد طاقمها التسعة مساء اليوم نفسه، الذي تم الإفراج فيه عنهم.

كما تمكنت من إيقاف سائق التاكسي، حيث أفاد بعد التحقيق معه أنه يشتغل تحت إمرة مواطنين ليبيين، وأنه يقوم بعملية التبضع لهما بخصوص كل ما يتعلق بالمواد الاستهلاكية التي يحتاجونها. قبل أن يمد المحققين بعنوان سكنهم الذي كان عمارة بشاطئ عين الذئاب.

وتم اقتحام العمارة، حيث تم ضبط الليبيين داخلها، وتفاجئت بوجود أحدهم رفقة خليلة له تبين فيما بعد أنها متزوجة.

وتم التحقيق مع الليبيين، الذين اعترفوا بهوية الرأس المدبر الذي تبين انه يقطن بفاس، ليتم إرسال فرقة أمنية إلى فاس قامت بإلقاء القبض عليه، كما حجزت بداخل منزله مبلغا مالي اقدرته مصادر “الصباح” بمليوني درهم.

واعترف الموقوف أثناء التحقيق بشأن المبلغ المالي أنه عربون عن صفقة مع الليبيين من أجل مدهم بثلاثة أطنان من مخدر الشيرا، كان سيتم حملها على متن الباخرة المحتجزة، التي ستعمل على نقلها صوب سوريا.

وكشف البحث عن الطريقة التي يتم عن طريقها تهريب المخدرات، بالاعتماد على شركة لصناعة الرخام يقوم صاحبها بتحضير أشكال وقوالب يتم ملؤها بالمخدرات بإتقان، قبل أن يقوم صاحب الشركة بإجراءات التصدير إلى خارج أرض الوطن فتمر الشحنة في أحسن الظروف.

وتم اعتقال صاحب الشركة رفقة شخص آخر من فاس له علاقة برئيس الشبكة، ليصل عدد الموقوفين إلى 15 شخصا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!