أخبار

**المغرب وتصنيفه في مؤشر التنمية البشرية بحث في الأسباب والتحديات**

حكيم سعودي

في مقدمة المؤشر العالمي للتنمية البشرية، يجدر بنا النظر إلى الموقع الذي يحتله المغرب، حيث يتراجع إلى المرتبة 120 عالمياً في هذا المؤشر المهم. لكن ما الذي يميز المغرب ويجعله يتمتع بإمكانيات ومؤهلات تفوق العديد من الدول؟

أولاً، يتمتع المغرب بتاريخ غني وعريق، حيث أنه من بين الدول القليلة التي استمرت ككيان مستقل عبر العديد من القرون، ما يعكس وجود هوية وطنية قوية وثابتة.

ثانياً، يُعد الاستقرار السياسي في المغرب عنصراً مهماً، حيث يتمتع بنظام ملكي مستقر وغياب للصراعات الداخلية الحادة التي تؤثر سلباً على النمو والتنمية.

ثالثاً، الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمغرب يعتبر نعمة، حيث يقع على تقاطع بين البحر الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، ويشكل نقطة تحول هامة في مسارات الملاحة التجارية العالمية.

رابعاً، يتمتع المغرب بتنوع طبيعي هائل، بدءًا من السواحل الخلابة إلى الجبال الشاهقة والصحاري الواسعة، مما يوفر فرصاً متعددة للتنمية المستدامة.

وأخيراً، لا يمكن تجاهل ثروة الموارد المعدنية، خاصة الفوسفاط، التي تعتبر مورداً هاماً يمكن الاستفادة منه في دعم النمو الاقتصادي.

على الرغم من هذه المؤهلات الواعدة، يبدو أن المغرب يعاني من تحديات جسيمة في سبيل تحقيق التنمية المستدامة. فلماذا لا يستطيع المغرب استغلال موارده وإمكانياته بشكل أفضل؟

ربما يكمن الجواب في النظام السياسي المحلي، الذي يُعتبر عائقاً رئيسياً أمام تحقيق الإصلاحات الهيكلية اللازمة لدعم التنمية المستدامة. فعلى مدى سنوات عديدة، فشل النظام السياسي “المخزني” في تقديم رؤية واضحة ومستقبلية للتنمية، مما أدى إلى تراجع المغرب في المؤشرات الدولية.

إن التحدي الحقيقي الذي يواجه المغرب اليوم هو العمل على إصلاح النظام السياسي وتعزيز المؤسسات الديمقراطية، بحيث تصبح السياسات العامة أكثر فعالية وشفافية، وتدعم التنمية المستدامة والشاملة لجميع شرائح المجتمع.

لا يمكن تحقيق التقدم المطلوب دون استجابة فعالة لهذه التحديات، وبذل الجهود المشتركة من قبل الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، من أجل بناء مستقبل أفضل وأكثر للجميع في المغرب.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!