“المايسترو” المرحوم عبد المجيد الظلمي (1953-2017) هو أسطورة كرة القدم المغربية، ولد وترعرع بدرب السلطان بالدارالبيضاء وفي هذا الحي لامس أول كرة.
لعب كوسط ميدان لنادي الرجاء البيضاوي وسطع نجم المرحوم الظلمي بشكل مذهل في فريق الرجاء للأمل.
المرحوم عبد القادر الخميري، مدرب الرجاء حينها، هو من قام باستقطاب الظلمي للفريق الأول لرفقة بيتشو، حمان وبينيني الدين اعترضوا على تواجده على حساب لاعب ذو خبرة، و هم من كانوا أول المشيدين به بعد أول مقابلة، فقد لعب الظلمي أحد أحسن مبارياته، وما كان من المدرب إلا أن جعله رسميا وبقي رسمي لمدة 17 سنة، فاز فيها مع الرجاء ب3 كؤوس عرش.
ترك المرحوم الظلمي في سنة 1987 فريق الرجاء البيضاوي متجها لفريق مركز الحليب ,برئاسة فؤاد الفيلالي ليصبح فريقه مشهورا في الساحة الوطنية , بعقد صنف أغلى صفقة في تاريخ البطولة الوطنية حينها .
و تضمن العقد بندا خاصا ،أبان من خلاله وفاء المرحوم الظلمي، على أن لا يلعب ضد فريقه السابق الرجاء البيضاوي .
ورغم لعبه ضمن جمعية الحليب لمدة ثلاث سنوات لم يحقق فيها أي شيئ على المستوى الشخصي ،لكن الفريق كسب جماهير كبيرة الظلمي .
التحق المرحوم عبد المجيد الظلمي، بالمنتخب المغربي للفئات الصغرى سنة 1971، وعمره ثمانية عشرة عاما فقط، ولعب أول مباراة له مع المنتخب الوطني المغربي الأول سنة 1974 ضد المنتخب السنغالي بمدينة فاس.
قاد المرحوم “المعلم” الظلمي في عام 1976 المنتخب الوطني للفوز بأول كأس افريقية بإتيوبيا.
وشارك رحمة الله عليه في المغامرة المكسيكية سنة 1986، حين كان المغرب أول منتخب عربي وإفريقي يتجاوز المراحل الأولى من المونديال ليصل إلى الدور الثاني، بعد ثلاث مباريات أبهروا فيها العالم كما كان ضمن تشكيلة المنتخب في الألعاب الأولمبية 1984.
ويُعتبر المرحوم واحدًا من أفضل اللاعبين الأفارقة، وحصل على جائزة اليونسكو للعب النظيف،توفي إثر نوبة قلبية عن عمر يناهز 64 عامًا، تاركًا إرثًا رياضيًا كبيرًا في تاريخ الكرة المغربية.
أسطورة الرجاء البيضاوي، لديه العديد من القصص المثيرة في مسيرته الرياضية نذكر أبرزها:
👈🏻الألعاب الأولمبية 1984: كان جزءًا من الفريق المغربي الذي حقق إنجازات ملحوظة، حيث أظهر مهاراته الفائقة في وسط الملعب.
👈🏻كأس العالم 1986: ساهم في وصول المغرب إلى الدور الثاني، ليكون أول منتخب أفريقي يحقق هذا الإنجاز.
👈🏻جائزة اليونسكو للعب النظيف: حصل على هذه الجائزة كأول لاعب في العالم لم يحصل على إنذار طوال مسيرته.
وتظل قصصه تجسد روح الإبداع والتميز في كرة القدم المغربية.
أشار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF) إلى المرحوم عبد المجيد الظلمي كواحد من أفضل اللاعبين الأفارقة في تاريخ اللعبة.
ففي عام 2006، اختاره كأحد أفضل 200 لاعب أفريقي خلال الخمسين عامًا الماضية، مما يعكس تأثيره الكبير في كرة القدم الإفريقية. وتم تضمينه في تشكيلة الأحلام للمنتخب المغربي من قبل الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم، مما عزز مكانته كأحد أعظم اللاعبين في تاريخ المغرب.
و أجمعت تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء ،عند وفاته ،على أن عبد المجيد الظلمي رحمه الله كان بمثابة الحكيم الصامت و العميد المتبصر للفريق ، وهو ما منحه لقب المايسترو ،و جعله رمزا رياضيا لن تنساه ذاكرة الجماهير المغربية الشغوفة بكرة القدم الأنيقة والساحرة ،التي كان يجسدها الظلمي على أرضية الميادين بحرفية كبيرة .
واعتبر اللاعب الدولي السباق عزيز بودربالة ، الذي جاور الفقيد في ملحمة مكسيكو 86 ، حيث بصم المنتخب المغربي لكرة القدم على حضور اسثنائي و أكثر من رائع ،في حديثه لوكالة المغرب العربي للانباء ، أن عبد المجيد الظلمي شكل قدوة لثلاثة أجيال في كرة القدم المغربية ( السبعينات و الثمانيات و بداية التسعينات)،و نمودجا يحتدى لتحقيق النجاح ،و البصم على مسار جيد في مجال كرة القدم .
و أضاف أن الظلمي كان انسانا ظاهرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، مشيرا إلى انه بالرغم من كونه كتوما و قليل الكلام فقد كان نهرا متدفقا بالعطاء، إذ يجمع في سلوكه بين الطيبوبة والانضباط و التفاني في خدمة وطنه واسعاد محبيه ، علاوة على تمتعه برباطة جئش قل نظيرها .
من جهته ، اعتبر أحمد بريجة ،المسير السابق في فريق الرجاء البيضاوي ، أن المغرب يودع اليوم هرما من أهرامات كرة القدم المغربية و الافريقية و العالمية ،مضيفا بتأثر كبير أن المايسترو كان لاعبا من طينة فريدة ، حيث كان يتمتع بالأخلاق الحميدة و التسامح و الايثار و التواضع سواء داخل أوخارج الميدان.
و أبرز بريجة ،وهو من رفاق الفقيد ، أن الظلمي بما حباه الله من خصال حميدة ،استطاع أن يخلد اسمه في سجل كرة القدم المغربية و العربية و الافريقية و العالمية بمداد من الفخر ، مشددا على أن مدارس و معاهد التكوين في مجال كرة القدم مطالبة باعتماد أسلوب الظلمي في اللعب كمنهاج تروبي يلقن و يدرس للناشئة .
المصادر: وكالات
إعداد حميد فوزي