
في خطوة تعكس حرص القيادة المغربية على تعزيز تسيير الشأن المحلي بكفاءات ذات تجربة عميقة ورؤية واضحة، تم تعيين السيد الحسن بوكوثة عاملا جديدا على إقليم بنسليمان. هذا الرجل الذي يحمل في جعبته مسيرة مهنية حافلة، وتكويناً تقنياً رفيع المستوى، يُعد اليوم رمزاً للالتزام والتجديد في إدارة الشأن العام.
ولد الحسن بوكوثة سنة 1957 في مدينة الفقيه بنصالح، حيث بدأ رحلة العلم التي قادته إلى أرقى المؤسسات الأوروبية، فحصل على دبلوم مهندس في الكهرباء من مدرسة بوليتيكنيك بلييج ببلجيكا، ثم أكمل دراساته العليا في الإلكتروتكنيك بجامعة ليل بفرنسا. هذه الخلفية العلمية المتينة شكّلت قاعدة صلبة لمساره المهني الذي تميز بالتنوع والتميز.
انطلق بوكوثة في مسيرته المهنية أستاذاً في المدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس، قبل أن يشق طريقه في عالم التسيير التقني والإداري عبر عدة مناصب بالوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بفاس، حيث تولى مسؤوليات حيوية بين 1986 و2002، ثم انتقل إلى مناصب قيادية في شركات توزيع الماء والكهرباء بمدينة الجديدة والقنيطرة، حيث أدار عمليات معقدة تتطلب حساً عالياً من التنظيم والابتكار.
في عام 2014، عُين عاملا مديرا للوكالات والمصالح ذات الامتياز بوزارة الداخلية، وهو منصب جسد فيه روح المسؤولية والاحترافية، قبل أن يُكلف عام 2018 بقيادة إقليم سيدي بنور، حيث ترك بصمة واضحة في تعزيز التنمية المحلية وتحسين الخدمات العمومية، مع اهتمام خاص بالملامسة المباشرة لمشاكل المواطنين.
تعيينه اليوم عاملا على إقليم بنسليمان، الذي يشهد دينامية متزايدة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، يعكس ثقة الملك محمد السادس في قدرته على قيادة هذا الإقليم نحو مزيد من التقدم والاستقرار. الحسن بوكوثة، الحاصل على وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة عام 2016، لا يحمل فقط خبرة إدارية وتقنية، بل يمتلك أيضاً رؤية متجددة تتماشى مع تطلعات المجتمع المغربي الحديث.
في ظل تحديات التنمية المستدامة، وتعزيز الحكامة المحلية، يُنتظر من عامل بنسليمان الجديد أن يواصل مسيرة الإصلاح، ويعزز من دور السلطة المحلية كرافعة حقيقية للتنمية، مع إشراك فعال للمجتمع المدني، ودعم مبادرات الشباب والنساء، ليكون بذلك نموذجاً حياً للتجديد والفعالية في الإدارة المغربية.
الحسن بوكوثة ليس مجرد مسؤول إداري، بل هو قصة نجاح تتجسد في رحلة طويلة من الجد والاجتهاد، ورؤية واضحة نحو مستقبل أفضل لإقليم بنسليمان، الذي ينتظر منه الكثير ليقود سفينته بثبات نحو آفاق واعدة.