
في صباح أمس السبت، استيقظ عدد كبير من زبناء البنك الشعبي على مشهد غير متوقع، حيث ظهرت أرصدتهم في تطبيقات البنك الرقمية على شكل “0.00 درهم”. هذه الظاهرة المفاجئة أثارت حالة من القلق والتساؤلات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل العملاء عن سلامة أموالهم وعن الأسباب التي أدت إلى هذا الخلل المفاجئ.
لم يصدر البنك في البداية أي بيان رسمي يوضح طبيعة المشكلة، مما زاد من حالة الغموض وأشعل فتيل الشكوك بين الزبناء. وكان الرأي السائد يشير إلى احتمال وجود عطب مؤقت في النظام المعلوماتي للبنك، ربما ناجم عن تحديثات تقنية أو خلل في الخوادم، لكن غياب التوضيح الرسمي ترك الباب مفتوحًا أمام السيناريوهات المختلفة.
على مواقع التواصل الاجتماعي، تباينت ردود أفعال الزبناء بين القلق والتهكم، حيث عبر البعض عن خوفه من فقدان أمواله، بينما حاول آخرون تخفيف التوتر بروح الدعابة، كما في تعليقات مثل:
“متخاقوش غا العود مشا إشارك فالتبوريدة ويرجع 😂😂😂”
“حتى يدوز العيد عاد يرجعهم باش مايشريوش الحولي ههههههه”
“لا صافي غادي نخرج نضرب بالحجر 🤣”
“زيرو درهم خليوني اصاحبي راه ناعس درت راسي غي كنحلم على الله نفيقو فصباح تقاد امور”
“المشكل غير في تطبيق الگيشي فيه الفلوس”
“المشكل في التطبيق فقط، يمكنك التأكد من الرصيد في guichet”
هذه التعليقات تعكس مزيجًا من القلق والتهكم، حيث حاول الزبناء التعامل مع الموقف بروح مرحة رغم القلق الحقيقي.
وأخيراً.. توضيح رسمي من البنك الشعبي
بعد ساعات من حالة القلق والتساؤلات، أصدر البنك الشعبي بياناً رسمياً عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه:
“زبونتنا العزيزة، زبوننا العزيز،
نحيطكم علماً بأنه، ونتيجة لأشغال صيانة تقنية، فإن خدمتي Chaabi Net وPocket Bank غير متاحتين حالياً.
نعتذر لكم عن هذا الإزعاج الخارج عن إرادتنا.
نؤكد لكم أننا نبذل قصارى جهدنا لإعادة تشغيل جميع الخدمات في أقرب الآجال.
وسيتم إعلامكم فور استعادة الخدمة البنكية عبر الإنترنت والتطبيق المحمول بشكل كامل.
نشكر لكم تفهمكم وثقتكم.
البنك الشعبي”
يوضح البيان أعلاه، أن السبب الرئيسي وراء ظهور رصيد “0.00 درهم” هو أشغال صيانة تقنية جارية أدت إلى انقطاع مؤقت في خدمات البنك الرقمي، وليس خللاً في الأرصدة الحقيقية للعملاء. وهذا ما يطمئن العملاء بأن أموالهم في أمان، وأن المشكلة تتعلق فقط بعرض البيانات عبر التطبيقات.
تُعد هذه الحادثة درساً مهماً في أهمية الشفافية والسرعة في التواصل مع العملاء، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على الخدمات الرقمية. فالشفافية لا تقتصر على تقديم المعلومات فقط، بل تشمل طمأنة العملاء والحفاظ على ثقتهم، وهو ما بدأ البنك الشعبي يفعله من خلال هذا البيان الرسمي.
وفي الختام ،تجربة البنك الشعبي اليوم تبرز هشاشة الثقة التي قد تصيبها المؤسسات المالية عند وقوع أعطال تقنية، مهما كانت مؤقتة. وبينما ينتظر الزبناء استعادة الخدمات بشكل كامل، يبقى الأمل معقوداً على قدرة البنك في تحويل هذه الأزمة إلى فرصة لتعزيز بنيته التحتية الرقمية، وتطوير قنوات التواصل مع عملائه، وضمان استقرار معاملاتهم المالية في المستقبل. وفي الوقت نفسه، تظل روح الدعابة التي عبر بها الزبناء عن مخاوفهم تذكيراً إنسانياً بأن وراء كل رقم في الحساب قصة وأمل وثقة تحتاج إلى رعاية مستمرة.