ثورة الطائرات بدون طيار في مكافحة إزالة الغابات: ابتكار أسترالي يزرع مليار شجرة سنويًا

في خطوة علمية رائدة، طورت العالمة الأسترالية د. سوزان غراهام تقنية الطائرات بدون طيار المزودة بأنظمة ذكية قادرة على زراعة الأشجار في المناطق النائية والوعرة التي يصعب الوصول إليها بالطرق التقليدية. تستخدم هذه الطائرات فرقًا متكاملة تبدأ بمسح وتحليل البيئة والأراضي لتحديد أفضل المواقع الغنية بالتربة وقليلة العوائق، ثم تقوم برسم خرائط دقيقة باستخدام خوارزميات متطورة لتوجيه الطائرات الثانية التي تنثر كبسولات تحتوي بذورًا مغلفة بمغذيات تحفز نموها حسب نوع وشروط كل بذرة.
تمكن هذه التقنية من زرع ما يصل إلى 150 كبسولة بذور في كل رحلة، مع إمكانية إطلاق طائرة واحدة في كل ثانية، ما يسمح لفريقين فقط بزراعة 100,000 شجرة يوميًا، أو بتنظيم 60 فريقًا يمكن تحقيق هدف زرع مليار شجرة سنويًا، وهو رقم قياسي في جهود إعادة التشجير حول العالم.
وترتكز أهمية هذا الابتكار على إمكانية التغلب على الصعوبات التقليدية في زراعة الغابات التي دمرتها عوامل عدة، منها الكوارث الطبيعية كحرائق الغابات في أستراليا. بالإضافة إلى تقليل التكاليف بنسبة قد تصل إلى 80% مقارنة بالزراعة اليدوية، توفّر الطائرات بدون طيار وسيلة فعالة لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة بسرعة وبدقة عالية.
هذا التطور لا يقتصر على الزراعة السريعة فحسب، بل يجمع أيضاً بين مراقبة الغابات ورصد تدهورها، مما يمكّن الحكومات والمنظمات البيئية من اتخاذ قرارات مستنيرة قائمة على بيانات دقيقة، مع ضمان تنوع الأنواع المزروعة بما يدعم التنوع البيولوجي ويعزز جهود حماية الكوكب من تغير المناخ.
وتأتي هذه المبادرة في ظل ارتفاع معدلات إزالة الغابات عالميًا، التي تقدر بفقدان 26 مليار شجرة سنويًا، في وقت تحتاج فيه الأرض لرئة خضراء تعيد توازن النظام البيئي. وإذ تتعاون شركات متخصصة مثل BioCarbon Engineering في تطوير وتسويق هذه الطائرات، فإن العالم يشهد تحولًا نوعيًا في طرق مكافحة إزالة الغابات عبر دمج تقنية الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي والبيولوجيا.

إن هذا الإنجاز العلمي والتقني يمثل أملًا جديدًا للحفاظ على موارد البيئة، ويضيف أداة قوية لإعادة بناء الغابات التي تعتبر خط دفاع أساسي في مواجهة تحديات الاستدامة المناخية والبيئية لضمان مستقبل أخضر للأجيال القادمة.

المصادر والمراجع المعتمدة

المنتدى الاقتصادي العالمي: مقال “هذه الطائرات بدون طيار يمكنها زراعة 100,000 شجرة يوميًا”.

تقارير عن شركة BioCarbon Engineering ودور العالمة د. سوزان غراهام في تطوير تقنية الطائرات بدون طيار لزراعة الأشجار.