أخبارتكنولوجياسياسة

المغرب يطلق مبادرات استراتيجية لتعزيز الذكاء الاصطناعي والرقمنة ويؤسس قطباً إقليمياً رائداً

وزيرة الرقمنة تكشف عن برامج تكوينية وطنية ومناظرة وطنية ومركز رقمي إقليمي لتعزيز التنمية الرقمية المستدامة

في إطار تعزيز مكانة المغرب كقطب إقليمي في مجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، أعلنت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، السيدة آمال الفلاح السغروشني، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين التي انعقدت يومي 20 و22 مايو 2025 بالرباط، عن مجموعة من المبادرات الوطنية والإقليمية الطموحة التي تهدف إلى دفع التنمية الرقمية المستدامة وتطوير الكفاءات الوطنية في هذا المجال الحيوي.

تبدأ هذه المبادرات بتنظيم مناظرة وطنية حول الذكاء الاصطناعي يومي 1 و2 يوليوز 2025 بالرباط، والتي تهدف إلى توسيع دائرة النقاش مع مختلف الفاعلين من القطاعين العام والخاص، والجامعات ومراكز البحث العلمي، لوضع رؤية وطنية شاملة تدعم تطور الذكاء الاصطناعي في المغرب. إلى جانب ذلك، تم إطلاق برنامجين وطنيين لتكوين الشباب في مهارات الرقمنة والذكاء الاصطناعي، يستهدفان الفئة العمرية من 8 إلى 18 سنة، حيث سيستفيد منهما نحو 200 ألف شاب من منخرطي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إضافة إلى تنظيم ورشات تكوينية في دور الشباب، ما يعكس التزام الوزارة بتطوير مهارات الجيل القادم.
على الصعيد المؤسسي، تم إحداث مديرية متخصصة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الناشئة ضمن المديرية العامة للانتقال الرقمي، لتكون مسؤولة عن وضع السياسات العمومية المتعلقة بالبيانات الوطنية والذكاء الاصطناعي، وتعزيز التنسيق بين مختلف القطاعات المعنية.
وفي خطوة إقليمية مهمة، تم في أبريل 2025 بالرباط توقيع إعلان نوايا لإحداث قطب رقمي إقليمي عربي-إفريقي للذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تحت اسم “المغرب الرقمي للتنمية المستدامة”. يهدف هذا المشروع إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي، مع التركيز على إعداد جيل جديد من القادة الرقميين، خاصة الشباب والنساء، وتعزيز مكانة المغرب كمنصة رقمية إقليمية رائدة.
كما سيتم تدشين مركز المغرب الرقمي للتنمية المستدامة خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في شتنبر 2025، ليكون منصة إقليمية مرجعية في مجالات التكنولوجيا الصحية، التغير المناخي، التعليم الرقمي، الأمن السيبراني، والخدمات المالية الرقمية، مما يعزز مساهمة المغرب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر التكنولوجيا.
وفي إطار دعم البحث العلمي والابتكار، تم إحداث شبكة مراكز التميز المعروفة بـ”معاهد الجزري”، التي تهدف إلى تطوير حلول رقمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تربط بين البحث العلمي والابتكار في الجهات الاثنتي عشرة بالمغرب. وقد تم توقيع مذكرة تفاهم لإحداث أول معهد في جهة كلميم وادنون، ما يعكس حرص الوزارة على تعميم فرص التنمية الرقمية على كافة جهات المملكة.

تعكس هذه المبادرات رؤية وطنية طموحة بقيادة جلالة الملك محمد السادس، تسعى إلى تعزيز تموقع المغرب كرائد إقليمي في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي على المستويين الإفريقي والعربي. كما تؤكد هذه الخطوات التزام المملكة بتطوير بنية تحتية رقمية قوية، وتكوين الكفاءات الوطنية، ودعم الابتكار، بما يرسخ مكانتها في الاقتصاد الرقمي العالمي.
ومن خلال هذه الجهود المتسارعة، يبرهن المغرب على إرادته القوية في استثمار التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي كرافعة أساسية للتنمية المستدامة، مما يفتح آفاقاً واسعة للشباب والقطاع الخاص لتحقيق نمو اقتصادي واجتماعي متوازن ومستدام.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!