شهد ملعب باريس سان جيرمان لحظة إنسانية مؤثرة حين رفع جمهور النادي تيفو يحمل صورة ابنة المدرب لويس إنريكي المتوفاة، في لفتة تعكس عمق المحبة والتعاطف تجاه مدرب الفريق، الذي غرس علم النادي بكل فخر وإصرار رغم الألم الكبير الذي يعيشه.
هذه المبادرة لم تكن مجرد تكريم شخصي، بل كانت رسالة تضامن قوية من الجماهير، التي عبرت عن دعمها الكامل للإنريكي في أصعب فترات حياته. التصفيق الحار والهتافات التي ملأت المدرجات أكدت أن العلاقة بين الفريق وجمهوره تتجاوز حدود الرياضة لتصل إلى أسمى معاني الإنسانية والتلاحم.
وفي هذا السياق، قال ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان في تصريح لقناة بن سبور عقب نهاية التتويج:
“نحن فخورون جدًا بجمهورنا الذي أظهر اليوم أسمى معاني الإنسانية والتضامن مع مدربنا لويس إنريكي. هذه اللفتة الرائعة تعكس الروح الحقيقية للنادي، حيث لا تقتصر علاقتنا على كرة القدم فقط، بل تمتد لتشمل الدعم والمساندة في أصعب اللحظات. لويس إنريكي ليس فقط مدربًا متميزًا، بل هو إنسان قوي يستحق كل احترامنا وتقديرنا. نحن جميعًا هنا كأسرة واحدة، والجمهور كان له دور كبير في التعبير عن هذا الانتماء والمحبة. مثل هذه اللحظات تذكرنا بأن الرياضة تجمعنا فوق كل شيء، وأن التعاطف هو ما يجعلنا أقوى.”
وأضاف الخليفي معبراً عن تقديره الكبير لقوة إنريكي في مواجهة محنته الشخصية بعد وفاة ابنته:
“لويس إنريكي مدرب عبقري، وقد أظهر قوة وإصرارًا استثنائيين في استكمال مسيرته المهنية رغم الخسارة الكبيرة التي ألمت به. نحن نقدر عطاءه الكبير والتزامه، وهو مثال حي على أن الرياضة ليست فقط الانتصار على أرض الملعب، بل هي أيضاً قوة داخلية تظهر في أصعب اللحظات.”
يُذكر أن لويس إنريكي تخلى عن تدريب المنتخب الإسباني في 2019 ليتفرغ لرعاية ابنته التي كانت تعاني من مرض سرطان العظام، لكنه عاد لاحقًا ليواصل مسيرته المهنية بعزيمة لا تلين، ما جعله يحظى باحترام الجميع داخل وخارج الملعب.
هذه اللحظة الإنسانية التي جمعت بين المدرب وجمهور باريس سان جيرمان تؤكد أن كرة القدم قادرة على توحيد القلوب، وأن الدعم والتعاطف هما الركيزتان الأساسيتان لأي نجاح حقيقي.
