**حفريات في ذهنيات المفكرين واللا مفكرين: نحو دينامية الريادة**
حكيم سعودي
في محيط الحوارات السياسية، وفي دواوين التفكير الحزبي، يعمل البعض على ترويج أفكارٍ مستوردة، تهدف إلى منح بعض الأفراد مكانة متقدمة داخل الهياكل الحزبية. فهم يمنحون المناصب والمسؤوليات بشكل تلقائي، دون مراعاة للقدرات الحقيقية والمساهمات الفعلية. يصبحون عوامل تأثير وصراعات، يُشجعون على التمييز والتفرد دون جدارة أو استحقاق.
تتركز معظم الخطابات والتصريحات الرسمية والغير رسمية على تعزيز الهياكل الحزبية بمفاهيمٍ مسبقة، دون أن تتبنى رؤية تطويرية حقيقية تسعى إلى تحفيز الإبداع والتجديد داخل الحزب. يتم توزيع الأدوار والمناصب على أساس منطق “الصفوة”، مما يجعل بعض الأعضاء يشعرون بالاحتقار والتهميش.
لذلك، يجب أن تكون لجان الترشيح والتقييم داخل الحزب تستقي أفرادًا يتمتعون بالنضالية الصادقة والولاء للفكر الاستقلالي، ويتمتعون بالجدية والمسؤولية في العمل الجماعي، وهم متشبعون بقيم الوطنية والاستقلالية، وينطلقون من منظومة فكرية متجددة.
ينبغي أن يكون الحزب مركزًا للقيم الأخلاقية العالية والمبادئ الثابتة، ويجب أن يتحرك بقوة وثبات نحو تحقيق أهدافه السامية. ويجب الحرص على تفعيل الديمقراطية الداخلية واحترام كرامة وحقوق كل مناضل استقلالي، وتوفير الفرص المتساوية داخل الهياكل الحزبية.
لذلك، يجب علينا فتح باب الحوار والنقاش البناء كأسلوب عملي لمناقشة جميع القضايا والتحديات المطروحة. ينبغي علينا التخلي عن التنافس الحزبي الضار، والتركيز على بناء حزب يخدم كافة فئات المجتمع ويمثل مصالحهم بكل شفافية وعدالة.
إذا كنا نسعى حقًا إلى تحقيق مؤتمر شامل يعبر عن إرادة جميع المغاربة، فيجب علينا القطيعة مع الممارسات السلبية التي سادت هذه المرحلة، والسعي نحو بناء حزب قوي ومتجدد، يعتمد على قواعد وقيم حقيقية وثابتة.