أنشطة ملكيةجهاتمجتمع

ابن سليمان والمحمدية تتنفسان تحت الماء

نقلا عن جريدة الصباح

تسببت الأمطار التي تهاطلت على ابن سليمان وبوزنيقة والمحمدية، منذ الساعات الأولى لأول أمس (الثلاثاء)، والتي استمرت طيلة اليوم، في خسائر بالعديد من الأحياء، من بينها مؤسسات تعليمية وفيلات ومنازل، بالإضافة إلى سقوط أعمدة كهربائية واقتلاع أشجار من أمكنتها.
وغمرت المياه بعض الساحات العمومية بابن سليمان، كما تسببت في عرقلة حركة النقل والجولان، وأربكت مجموعة من الطرقات، كما أغرقت السيول ناديا لذوي الاحتياجات الخاصة، الذي تحول مدخله إلى بركة تجمعت فيها المياه المنسابة من وسط المدينة، بفعل وقوعه بنقطة تعتبر الأكثر انخفاضا بالمدينة، بعدما كادت المياه التي دخلت للبناية التي تتكون من 9 غرف ويقطنها أزيد من 40 شخصا، تتسبب في كارثة.
ولم تقتصر الخسائر بابن سليمان على بناية ذوي الاحتياجات الخاصة، بل شملت الحي الإداري والحي الحسني، وحي لالة مريم، التي تفتقر إلى قنوات الصرف الصحي، إذ وجد السكان أنفسهم محاصرين بمياه الواد الحار، نتيجة انسداد البالوعات بالأتربة وعجز بعضها عن استيعاب صبيب مياه الأمطار المتساقطة.
واستعانت بعض العائلات بأكياس الرمل، إذ وضعت أمام أبواب المنازل للحيلولة دون دخول الماء إليها، فيما استشاط بعضهم غضبا جراء عزل الحي الحسني، بعدما أقفلت المياه جميع مداخله، خصوصا المدخل الرئيسي، الذي تحول إلى بركة مياه كبيرة للعام السادس على التوالي، في حين تحولت مدرسة الفارابي، التي توجد في منحدر، إلى مسبح بسبب تجمع مياه الأمطار بها وغمر أغلب حجرات المدرسة.
وشكل سمير اليزيدي، عامل عمالة ابن سليمان، لجنة إقليمية لليقظة تضم بالإضافة إلى عامل الإقليم الكاتب العام للعمالة والسلطة المحلية، والوقاية المدنية والمصالح الأمنية، إذ خرجت اللجنة إلى موقع النادي وقامت بالتدخل الفوري عبر عمال الإنعاش الوطني والمصالح البلدية، وتم تصريف مياه الأمطار التي غمرت محيط دار العجزة بالحي الإداري.
وقامت لجنة اليقظة الإقليمية بزيارة أغلب النقط السوداء وأعطيت تعليمات إلى السلطة المحلية ورؤساء الجماعات الترابية بضرورة اليقظة الدائمة، والتدخل الفوري بمدن وقرى الإقليم، عبر تسخير الموارد البشرية والآليات ووضعها رهن إشارة السكان.
وبالمحمدية، غمرت المياه القناطر الصغرى التي تعتبر المنافذ الوحيدة لولوج الراجلين ومستعملي السيارات والشاحنات والدراجات النارية، إذ تعذر المرور، لعدة ساعات، في قنطرة عبد الله بن ياسين، والقنطرة التي توجد قرب المقبرة، وكذا قنطرة “بريل”، بعد أن تعدى صبيب المياه الجارية على طول شارع الحسن الثاني في اتجاه البالوعات الطاقة الاستيعابية لقنوات الصرف، والتي لا تتعدى 20 ملمترا في الساعة، بالإضافة إلى اختناق بعضها وامتلاء البعض الآخر بالأوحال والأتربة التي تجرفها المياه.
وعلمت “الصباح” أن كميات الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على مدينة الزهور، جعلت بعض البالوعات تؤدي أدوارا عكسية، حيث إنها بدأت تقذف بمياه الأمطار الممزوجة بمياه الواد الحار والسيول في اتجاه الأزقة والشوارع، عوض استقبالها وتحويلها عبر قنوات الصرف في اتجاه البحر. وتعرضت أحياء شعبية مثل درب الشباب وحي المسيرة وشارع المقاومة ومناطق أخرى لاندفاع المياه وتسربها إلى منازل السكان، كما تسببت مياه الأمطار في خسائر مادية كبيرة، خصوصا في مجموعة من النقاط التي تعاني باستمرار جراء الأمطار التي تغمر الطريق بعلو يصل إلى أكثر من متر، ما عطل حركة المرور.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!