مجتمع

سقوط عصابة بيع الرضع بالمحمدية

اعتقال متهمات ضمنهن منظفة بابن رشد وضبط عدد من الأطفال والوسيطــة تبيــع أبنــاء أمهـــات عازبـــات لعاقرات أو راغبات في التبني

مثلت مجموعة من المتهمين، ضمنهم نسوة، أمام الوكيل العام لدى استئنافية البيضاء، بعد أن قضى بعضهن يومين رهن الحراسة النظرية، بينما جرى الاستماع إلى أخريات في حالة سراح، من قبل الفرقة الجنائية التابعة للمنطقة الأمنية للمحمدية. كما تم الاستماع إلى رجال مشتبه فيهم في ملف يتعلق بالاتجار بالبشر، إثر تفكيك شبكة تخصصت في بيع الرضع تنشط بين البيضاء والمحمدية ومدن أخرى.

وأمر ناجم بنسامي، الوكيل العام للملك لدى استئنافية البيضاء، الجمعة الماضي، بمداهمة منزل مشبوه يوجد في حي وادي الذهب بالمحمدية، إثر توصله بمعلومات تفيد وجود حركة غير عادية بالمنزل نفسه، وولوجه من قبل نساء في حالة تثير الشك وهن يحملن رضيعين.

وتفجرت القضية إثر معلومات توصلت بها عناصر تابعة للسلطة المحلية قدمتها للأمن الوطني، ما دفع إلى إجراء مراقبة للمنزل بناء على تعليمات النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية للمدينة، قبل انطلاق الأبحاث التي كشفت عن عصابة منظمة تقودها نساء مهمتهن بيع الرضع للراغبين في التبني أو الحصول على ذكور، ما انتهى إلى إيقاف شقيقتين متزوجتين عاقرين، ووسيطة تشتغل منظفة بقسم الولادة بمستشفى ابن رشد، وضبط ثلاثة رضع، اثنان منهم توأم لا يتعدى عمرهما ثلاثة أيام، بالإضافة إلى طفل يبلغ من العمر خمس سنوات وآخر لا يتعدى سنتين، والجميع كان في حالة صحية متدهورة.

وأفادت مصادر “علاش بريس” أن الرضع وضعوا في مركز “نقطة حليب” بالبيضاء، بينما وضع اثنان آخران بمستشفى المحمدية تحت عناية طبية خاصة لحمايتهم، بأمر من الوكيل العام إلى حين اتخاذ القرار المناسب. وأوضحت المصادر ذاتها أن الجرائم انطلقت في البداية بطريقة تلقائية، بعد أن تسلمت المعتقلة الأولى طفلا بدون هوية، لتعمل في ما بعد على تدبر طفل آخر لشقيقتها التي تعاني العقم بدورها، ما مهد لعمليات أخرى بشكل منظم للبحث عن الرضع لفائدة الراغبين في التبني.

وبعد وضع الشقيقتين رهن الحراسة النظرية تم الاهتداء إلى منظفة تعمل بمستشفى ابن رشد بقسم الولادة، وهي تتبع لشركة خاصة عهد إليها بتدبير النظافة، إذ أظهرت الأبحاث أنها تتعاطى الوساطة بين الأمهات العازبات والأسر الراغبة في الحصول على رضيع دون الخضوع للإجراءات القضائية.

وتحولت المنظفة إلى وسيطة، كما دفعها إغراء المبالغ المالية التي تحصل عليها من خلال التوسط، إلى البحث عن العازبات الحوامل سفاحا ورعايتهن إلى حين وضع المولود، ثم التكفل بنقلهن خارج المستشفى للقاء الراغبات في الاقتناء، كما تحول منزل إحدى الشقيقتين إلى نقطة اللقاء والتسليم والتسلم.

وأسفرت الأبحاث عن الوصول إلى أمهات عازبات تم الاستماع إليهن في حالة سراح، كما استمع إلى أشخاص آخرين، بينهم زوجا الشقيقتين متهمان بالعلاقة الجنسية الناتج عنها حمل، كما صرحت بعض الأمهات العازبات أنهن تعرضن للاغتصاب وأدلين بهويات أشخاص، ما يعني أن الأبحاث لن تتوقف وستتواصل لإيقاف المشتبه فيهم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!