حادثة عنف تهز بنسليمان: نقابي يعتدي على مستشار جماعي بجماعة عين تيزغة بفضاء عام.

شهدت مدينة بنسليمان، مساء اليوم، واقعة اعتداء جسدي تعرض لها مستشار جماعي بجماعة عين تيزغة المسمى (ع،ج)، وذلك أمام مقهى عمومي بالمدينة، في حادثة أثارت استياء المواطنين الذين عاينوا تفاصيلها عن قرب.
وحسب مصادر محلية متطابقة، فإن المعتدي يشتغل بشركة خاصة مكلفة بتدبير قطاع النظافة بالإقليم، ويُعد في الوقت نفسه من النقابيين في القطاع. وتعود أسباب الاعتداء، وفق نفس المصادر، إلى خلاف شخصي بين الطرفين على خلفية مطالبة النقابي للمستشار الجماعي بالتوسط لدى معارفه من أجل استرجاع مبلغ مالي يدعي أنه في ذمتهم.
وأكدت المصادر أن النقابي كان قد طالب المستشار (ع،ج) بالتدخل لدى الأشخاص المعنيين لمساعدته على تحصيل دينه، غير أن المستشار رفض الدخول في الموضوع، مما أدى إلى تطور النقاش إلى اعتداء جسدي مباشر، حيث وجه المعتدي للمستشار لكمة قوية على مستوى الوجه، تلتها ضربة في منطقة حساسة من جسده.
وتجدر الإشارة إلى أن الحادثة وقعت بحضور رئيس جماعة عين تيزغة، الذي كان متواجداً بعين المكان أثناء الواقعة، غير أنه، وفق روايات شهود عيان، لم يتدخل لفض النزاع أو تهدئة الوضع، علماً أن علاقة المستشار بالرئيس تعرف توتراً منذ مدة بسبب خلافات متعلقة بتدبير الشأن المحلي.
عقب الحادث، نقل المستشار المعتدى عليه إلى المستشفى الإقليمي ببنسليمان لتلقي الإسعافات اللازمة، قبل أن يتوجه إلى مصالح الأمن الوطني لتقديم شكاية رسمية في الموضوع. وقد باشرت المصالح الأمنية تحقيقاتها الأولية، حيث تم إشعار النيابة العامة المختصة، التي أمرت بفتح بحث دقيق في ملابسات القضية واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية.
وتسلط هذه الحادثة الضوء على مظاهر العنف التي بدأت تتسرب إلى بعض الأوساط المهنية والسياسية، كما تطرح تساؤلات حول حدود المسؤولية الأخلاقية للمسؤولين العموميين في مثل هذه المواقف، ومدى التزامهم بواجب التدخل لاحتواء النزاعات قبل أن تتطور إلى أفعال يعاقب عليها القانون.
ويبقى الرأي العام المحلي في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الجارية بشأن هذه الواقعة التي تؤشر على ضرورة تكريس ثقافة الاحتكام إلى القانون واحترام القنوات القانونية في حل النزاعات بعيداً عن كل أشكال العنف.