أقيمت زوال الأحد الماضي بالمقبرة اليهودية بحي الملاح القديم بمكناس، مراسيم إحياء الذكرى 200 لوفاة الحاخام و القديس المكناسي الشهير رافائيل_بيرديغو. وجرى الحفل على هامش ندوة أقيمت عن بعد في نفس الوقت بقاعة الرئاسة في اسرائيل، بحضور الرئيس الاسرائيلي إسحاق هيرتزوغ، والحاخام الأكبر للقدس المغربي الأصل شلومو عمار، وحاخامات وشخصيات أكاديمية وازنة.
وخلال الحفل الذي حضره عامل عمالة مكناس عبد الغني الصبار، والرئيس الجديد لمجلس جهة فاس مكناس، عبد الواحد الأنصاري، وأحد أحفاد الحاخام الراحل والأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب سيرج بيرديغو، ورئيس جمعية آخر واجب ورئيس الشؤون الاجتماعية للجالية اليهودية بمكناس حاييم طوليدانو، تم وضع مجسم تذكاري على قبر “الملاك رافائيل”، اللقب الذي يعرف به ربي رافائيل بيرديغو.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب سيرج بيرديغو ،أن رابي رافائيل بيرديغو، هو الحاخام الأبرز في أسرته، التي أنجبت سلسلة متواصلة من القادة الروحيين للطوائف اليهودية، مضيفا أن الراحل كان بمثابة “السلطة الأعلى في مجال الهالاخا”، المنصب الذي يحيل إلى المرشد الرسمي للحياة الدينية والمدنية في الديانة اليهودية.مضيفا، أن رابي رافائيل بيرديغو تميز بورعه وعمقه الروحي ومعرفته وجرأته، كما أنه سخر كل حياته للعلم، راضيا بالعيش في عوز بالغ مستعيذا إرث الراحل الذي وصفه بأنه مجدد و أصيل ويتناول العديد من القضايا ذات طابع اجتماعي وثقافي.
ويرى سيرج بيرديغو، أن أكثر أعمال الراحل تميزا، ترجمته للنصوص التوراتية إلى اليهودية العربية المغربية. وهي نصوص موجهة إلى المعلمين من أجل تصحيح الأخطاء المتراكمة على مدى قرون من التوارث الشفهي،مؤكدا أن رابي رافائيل هو من الحاخامات القلائل المغاربة الذين تم طبع جميع كتبهم باستثناء كتاب واحد أراده الراحل أن يختفي خشية أن يساء فهمه.
وبشأن أشغال تهيئة المقبرة اليهودية بالملاح القديم بمكناس ، ذكر بيرديغو بأن هذه المبادرة جاءت إثر قرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس المتعلق بتأهيل المقابر اليهودية بالمغرب، مضيفا أنها مبادرة فريدة من نوعها مكنت من حماية أزيد من 170 مقبرة استعادت مظهرها في حلة جديدة، مما كان له عظيم الأثر على وجدان الأسر اليهودية.
