فن وثقافة

الجنية العاشقة

بقلم: حكيم سعودي

تعود الحكاية إلى أيام تصوير فيلم “المغنواتي” في منطقة أولاد احريز إقليم برشيد قرب بيت محمد بن الحاج ، حيث كان علي الحجار يشعر بالسعادة والانسجام مع زملائه في بيت واحد. ولكن بعد يوم شاق من التصوير، شعر بالتعب واستقر في غرفته.

وفي لحظة هدوء، شعر بفتح الباب ببطء، لكن عندما نظر لم يجد أحدًا، وانغمس في النوم. و فجأة شعر بوجود شخص يجلس بجانبه على السرير، وبينما كان يحاول تجاهل الأمر، شعر بالتنفس على ظهره، ورغم خوفه المتزايد، غفا في النهاية.

استيقظ بعدها على حلم غريب بعلاقة مع جنية مشوقة، ولكنه شعر بأنها لم تكن مجرد حلم بل شيء حقيقي. بدأت حياته تتغير تمامًا، وبدأت أشياء شخصية تختفي ببطء، مثل ملابسه الداخلية التي لم يجدها بين يديه.

وعلى الرغم من محاولاته التهرب من الواقع، بدأت الأمور تتفاقم، خاصة مع مشاكله العاطفية مع انيسة ووجود الجنية العاشقة التي كانت تتشكل بشكلها. ومع مرور الوقت، تزايدت الأحداث الغريبة، مثل تواجد علي في أماكن مختلفة دون تواجده الفعلي، مما أدى في النهاية إلى تغيير كبير في حياته.

مع مرور الزمن، بدأت الأحداث الغريبة تتصاعد، فظهرت مشاكل أكبر بين علي و انيسة بسبب تدخل الجنية العاشقة في حياتهما. كانت المشاكل تتجلى في أحلام علي الغريبة وظهور الجنية بشكل مخيف لانيسة ، الأمر الذي بدأ يؤثر على علاقتهما بشكل سلبي.

في الوقت نفسه، بدأ علي يشعر بالضغط النفسي والعاطفي بسبب الوضع الغامض الذي كان يعيشه، وكان يخفي هذه المشاكل عن الآخرين خوفًا من السخرية أو عدم الفهم. ومع كل زيجة جديدة وطلاق، تزداد الأمور تعقيدًا وتتشابك في حياته.

في نهاية المطاف، قابل علي شيخًا قادرًا على فهم حالته ومساعدته على التخلص من تأثيرات الجنية العاشقة، وبالفعل بدأت الأمور تتحسن ببطء. ورغم أنه كان يحاول تجنب التحدث عن هذه التجارب، إلا أنه أدرك أن البوح بها قد يساعد الآخرين الذين قد يواجهون تجارب مماثلة.

بعد لقاء علي بالشيخ الذي كان قادرًا على فهم حالته وتقديم المساعدة، بدأت الأمور تتغير تدريجيًا. بفضل نصائح الشيخ والتمارين الروحية التي قام بها، و بدأ علي يشعر بتحسن في حالته النفسية والعاطفية.

ومع مرور الوقت، بدأت الظواهر الخارقة للطبيعة التي كان يعاني منها تتلاشى ببطء، وعادت حياته إلى نسقها الطبيعي تدريجيًا. و بدأ يستمتع بأوقاته مع أصدقائه وأحبائه دون تدخل الجنية العاشقة.

وبينما كانت الحياة تستعيد طبيعتها، قرر علي أن يشارك تجربته مع الشيخ و الآخرين، لعلها تكون مصدر إلهام أو دعم لمن يواجهون مشاكل مماثلة. فبدأ يروي قصته بصراحة وصدق لمن يحتاجون إلى الاستماع والتعلم.

ومع كل كلمة ينطق بها، يشعر علي بالتخفيف والتحرر من عبء التجارب التي مر بها. وبتوجيه الشيخ ودعم الأحباء، وجد علي القوة لمواجهة الماضي وبدا رحلة جديدة نحو السلام الداخلي والتوازن.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!