شهد مقر جماعة الزيايدة، التابعة للنفوذ الترابي لبن سليمان، نهاية الأسبوع الماضي، احتجاج العشرات من سكان المنطقة بمعية مجموعة من المنتخبين، من اجل تحرير قطاع النقل المدرسي الذي تحتكره جمعية واحدة، يترأسها مستشار سابق مبحوث عنه بموجب مذكرة بحث وطنية من اجل إصدار شيكات بدون رصيد صادرة عن امن بن سليمان.
ولم تتوقف احتجاجات السكان عند المطالبة بمنح جمعيات أخرى استغلال سيارات النقل المدرسي للجماعة، بل تعدى ذلك بإيفاد لجنة من اجل محاسبة مكتب الجمعية التي قالوا إنها تتخبط في مشاكل تسييريه، واختلاسات مالية كبيرة على حساب أباء وأولياء التلاميذ الذين تلزمهم الجمعية بأداء واجب الاشتراك السنوي، بدعوى أداء التامين، بالإضافة اللي أداء واجب الاشتراك الشهري.
وحصلت علاش بريس على معطيات خطيرة من المعارضة، تتمثل في استغلال الجمعية ل4 سيارات للنقل، تقل ما يزيد عن 600 تلميذ من الجماعة إلى مؤسسات مدينة بن سليمان، عبر خمس مسارات تربط بين الجماعة ومدينة بن سليمان. وكشفت المعارضة أن المجلس المسير للجماعة متواطئ مع الجمعية، كون المنحة السنوية التي يمنحها المجلس الجماعي تكفي لسد مصاريف الجمعية، بل وتوفير فائض من المنحة. وانه كان لزاما على رئيس الجماعة فرض مجانية النقل على غرار قرار جماعة أولاد يحيا لوطا التي تفرض مجانية نقل التلاميذ.
وطرحت المعارضة أمام رئيس الجماعة وبحضور السكان أرقام مهولة، حيث أكدت أن الجماعة وضعت في حساب الجمعية خلال ثلاث سنوات أربع منح، كانت الأولى برسم الموسم الدراسي 2015/2016، وبلغت 48 مليون سنتيم، والثانية برسم الموسم الدراسي 2016/2017 والتي انخفضت إلى أكثر من النصف بعد احتجاج مجموعة من أعضاء المجلس وبلغت 20 مليون سنتيم. والثالثة برسم موسم 2017/2018، والتي عاودت الارتفاع إلى 34 مليون سنتيم. في حين رصد مبلغ 40 مليون سنتيم للموسم الدراسي 2018/2019. وأضافت المعارضة أن الجمعية تحصل أيضا من جيوب الإباء ما يزيد على 40 مليون سنتيم سنويا. غير أن الجمعية دائما تعاني العجز المالي، وان سائقي سيارات النقل المدرسي لم يحصلوا على واجباتهم الشهرية إلا بعد قيامهم بالاحتجاج، حيت سيلزمهم رئيس الجماعة داخل مكتبه بإمضاء وثيقة استقالة من العمل مقابل الحصول على رواتبهم. وكشفت المعارضة أن رئيس الجمعية لا يحضر لاي اجتماع داخل الجماعة مخافة أن يتم اعتقاله بسبب مذكرة البحث، وان الجمعية تتعرض للنهب بدليل أن التلاميذ لا يدرسون سوى 159 يوما سنويا، على أساس أن برنامج الوزارة يضم 34 أسبوع، يتم حذف 45 يوم عطلة، وبالتالي انه بعملية بسيطة تستهلك كل سيارة على ابعد تقدير 150 درهم من الكازوال أي 600 درهم لأربع سيارات بمجموع سنوي يبلغ 95400 درهم، يضاف اليها 10 ملايين سنتيم أجرة 4 سائقين بمعدل أجرة شهرية تبلغ 2500 درهم لكل سائق.
وختمت الساكنة والمعارضة اجتماعها بالرئيس، بضرورة إخضاع الجمعية لعملية تحقيق في مالية الجمعية، التي تستغل سيارة متوقفة ومركونة أمام مؤسسة تعليمية بمدينة بن سليمان، على أساس أنها تشتغل، وسبق للجماعة أن اشترت محرك جديد لها غير أنها لازالت متوقفة. كما طالبوا بإفتحاص كمية الكازوال التي قالوا انه يتم التلاعب فيه باتفاق مع المحطة التي تزود السيارات وان الكمية المسجلة في السجلات لا علاقة لها بالحقيقة. هذا دون الحديث عن تعامل الجمعية مع دكاكين لبيع أجزاء السيارات والميكانيك التي توفر للجمعية فواتير وهمية على الرغم من أن السيارات لازالت جديدة.
السكان طالبوا أيضا بمنح جمعيات أسست لهذ الغرض ومستعدة بتدبير القطاع مجانا وبالاعتماد فقط على منحة الجماعة، (منحها) الضوء الأخضر من اجل استغلال سيارات النقل خصوصا وان ثلاث سيارات جديدة منحها المجلس الإقليمي ستدخل العمل خلال هذا الشهر.
يشار أن مشكل النقل المدرسي بإقليم بن سليمان اضحى تجارة مربحة للمجموعة من الجمعيات بجماعات الزيايدة، عين تيزغة، الشراط، سيدي بطاش والفضالات وجماعات أخرى على الرغم من سعي عمالة بن سليمان ومجلسها الإقليمي للحد من خصص السيارات حيت تم توزيع أزيد من 40 سارة على جماعة بالإقليم. حيث بلغ عدد الحافلات التي وزعها المجلس الإقليمي خلال الدفعة الأولى 12 حافلة بمبلغ 430 مليون سنتيم، والتي استفادت منها الجماعات الترابية القروية: ولاد علي الطوالع حافلتين- أحلاف حافلتين- مليلة حافلتين- الشراط حافلتين- بئر النصر حافلتين- الزيايدة حافلة واحدة- سيدي بطاش حافلة واحدة.
أما بخصوص الدفعة الثانية والتي همت توزيع 22 حافلة تم اقتناءها بمبلغ 800 مليون سنتيم، فقد استفادت منها كل جماعات الإقليم 15 بما فيها ثلاث بلديات حضرية وهي ابن سليمان وبوزنيقة والمنصورية التي استفادت كل واحدة بحافلتين. في الوقت الذي تم توزيع باقي الحافلات على مالين الواد- عين تيزغة- الردادنة ولاد مالك – ولاد يجيا لوطا- الزيايدة- سيدي بطاش- فضالات بمعدل حافلتين لكل جماعة. فيما حصلت جماعة الشراط وأحلاف على حافلة لكل واحدة. في حين سيتم توزيع دفعة ثالثة في الأيام القادمة تضم أزيد من 10 سيارات.
