في إطار تعزيز منظومة السلامة الطرقية وتطوير البنية التحتية على الصعيد الوطني، أعلنت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا) يوم الخميس 15 ماي2025 عن إطلاق عملية شاملة تهدف إلى تحسين سلامة البنيات التحتية الطرقية بالجماعات الترابية عبر مختلف جهات المملكة.
هذه المبادرة، التي صدرت بالتنسيق مع المديرية العامة للجماعات الترابية بوزارة الداخلية، تشكل خطوة استراتيجية ضمن الجهود المتواصلة للحد من حوادث السير وتعزيز جودة التنقل.
تسعى العملية إلى تحفيز الجماعات الترابية لتقديم مشاريع تنموية تركز على تطوير البنية التحتية الطرقية، مع إعطاء الأولوية للمشاريع التي تستهدف تحسين سلامة مستعملي الطرق من راجلين، دراجات ذات العجلات الثنائية والثلاثية، والمحركين. وتشمل مجالات التدخل تحديث الطرق المحلية، وتحسين نظام التشوير المروري، وإنشاء ممرات آمنة للمشاة، وتركيب حواجز واقية تضمن سلامة مستخدمي الطرق.
تأتي هذه المبادرة ضمن شراكة فعالة بين الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية والمديرية العامة للجماعات الترابية، حيث تم تخصيص دعم مالي يصل إلى 50% من تكلفة المشاريع المختارة، وفق دفتر التحملات الذي يمكن للجماعات الاطلاع عليه وتحميله عبر الموقع الإلكتروني للوكالة أو البوابة الوطنية للجماعات الترابية.
وتقوم هذه الشراكة على تعزيز التعاون من أجل تحسين السلامة الطرقية عبر دعم مشاريع تطوير البنيات التحتية الطرقية بالجماعات الترابية، مع مراعاة الخصوصيات المحلية لكل جماعة.
وقد دعت الوكالة جميع الجماعات الراغبة إلى تقديم مقترحاتها ضمن الأطر المحددة، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بأعلى معايير الجودة والسلامة.
تأتي هذه العملية في سياق رؤية وطنية طموحة تهدف إلى تطوير شبكة الطرق وتحسين الربط بين المدن والمناطق الصناعية، بما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما تتزامن مع استعداد المغرب لاستضافة المؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة الطرقية في فبراير 2025، والذي يعكس التزام المملكة الراسخ بقضية السلامة على الطرق على الصعيدين الوطني والدولي.
وفي هذا الإطار، تم الإعلان عن إطلاق جائزة محمد السادس للسلامة الطرقية، التي تهدف إلى تكريم المبادرات المتميزة وتشجيع الابتكار في مجال السلامة المرورية، مما يعزز من مكانة المغرب كفاعل محوري في مجال السلامة الطرقية.
إن هذه المبادرة الوطنية المتكاملة تعكس إرادة المغرب في بناء مستقبل أكثر أمانًا على طرقه، حيث تتضافر جهود السلطات المحلية والوطنية لتوفير بيئة نقل آمنة ومستدامة. ومن خلال تطوير البنية التحتية وتحسين السلامة الطرقية، يسعى المغرب إلى تحقيق تنمية شاملة تضمن سلامة المواطنين وتدعم النمو الاقتصادي، في خطوة تعكس رؤية واضحة نحو مستقبل مزدهر وآمن للجميع.
