فن وثقافة

المصالحة مع القراءة تسدل الستار على مهرجان القصر الكبير

بعد أربعة أيام متواصلة من الندوات واللقاءات الثقافية والورشات المخصّصة لتلقين الأطفال مبادئ الكتابة والرسم، أسدل الستار، مساء الأحد، على الدورة الأولى لمهرجان القصر الكبير للكتاب، في دورته الأولى، الذي نُظم تحت شعار: “اقرأ”.

الكلمات التي ألقيت في اختتام مهرجان القصر الكبير للكتاب، ركّزت على ضرورة النهوض بالمجال الثقافي بالمدينة، وإيلاء مزيد من الأهمّية للتشجيع على القراءة، في ظل انحسار نسبة المقروئية في المغرب.

محمد شعشوع، مدير مهرجان القصر الكبير للكتاب، قال، في كلمة في مستهلّ حفل الختام، إن من الأهداف الأساسية للمهرجان المساهمة في إعادة مصالحة ساكنة المدينة مع المعرفة.

من جهتها دعت نائبة رئيس المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير فعاليات المدينة، من مثقفين وجمعيات المجتمع المدني، إلى النهوض بالقراءة، وقدمت مقترحا إلى منظمي المهرجان بفتح سِجلّ لتسجيل الأطفال الراغبين في القراءة لإحصاء عددهم، داعية الدولة إلى تشجيع المواطنين على القراءة.

وفي كلمة له بالمناسبة، شبّه رشيد الجلولي، عن اللجنة المنظمة، منظمي مهرجان القصر الكبير للكتاب قائلا: “نحن مثل آدم وحواء حين كانا يحلمان بزرع الأرض. مثل الصحابة حين كانوا يحلمون بزرع حلاوة الإيمان بين الناس. نحن نحلم بنهوض مغربنا الرائع من كبواته”.

ووجه الجلولي دعوة إلى كل فعاليات مدينة القصر الكبير لرعاية شجرة التنمية التي تنمو في تربة المدينة، “لتنمو وتثمر برامج عمل واضحة تجعل القصر قِبلة للفنانين والمثقفين والمبدعين”.

حفل اختتام مهرجان القصر الكبير للكتاب عرف تكريم كل من المؤرخ عثمان المنصوري، رئيس جمعية الباحثين في التاريخ، والفنانة التشكيلية شمس الضحى أطاع الله، وهي أوَّل امرأة تخرّجت في مدرسة الفنون الجميلة بمدينة تطوان.

وفي كلمة في حق عثمان المنصوري، اعتبر المؤرخ محمد أخريف، المحتفى به “محاميا لمدينة القصر الكبير”، مشيرا إلى أنه استقدم خمسين باحثا للبحث في تاريخ المدينة العريقة، مستطردا: “لقد ربحت مدينة القصر الكبير مؤرخا كبيرا”.

أخريف أكد في كلمته أن مدينة القصر الكبير منذ قرون خلت كانت مدينة الكتاب، وكانت مدينة الأدباء والشعراء والأدباء والفنانين، مشيرا إلى أنّ أحد أبناء المدينة، وهو عبد الجليل بن موسى بن عبد الجليل القصري، ألّف كتاب “شعب الإيمان” منذ 800 سنة.

أما المحتفى به، عثمان المنصوري، فقال في كلمة بالمناسبة: “إن الثقافة تحتاج إلى رجال يحملون مشعلها، ومدينة القصر الكبير بمقدورها أن تُبدع مزيدا من الأنشطة الثقافية، بما يدفع بها إلى ريادة المدن المغربية في هذا المجال”، مضيفا: “هذا التكريم سيدفعني إلى أن أكون في مستواه وتقديم مزيد من الخدمات لهذه المدينة”.

وعاد المنصوري إلى أيام السبعينات من القرن الماضي؛ حيث كان مدرّسا في مدينة العرائش، وكان أغلب طلابه من مدينة القصر الكبير، وقال: “منذ ذلك الوقت أبدى الطلاب القصريون نوعا من التحدي لإثبات الذات، وهذه المدينة لديها من الثروة البشرية، من أدباء وكتّاب ومبدعين وفاعلين مدنيين متشبثين بالثقافة، ما يدعوها إلى الافتخار والاعتزاز”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!