أخبارإقتصادجهاتمجتمع

الملعب الوطني لابن سليمان

أي إضافة سيقدمها الملعب الوطني الذي سيبنى بابن سليمان، وسيكلف الدولة المغربية 350 مليارا؟ وهل سيكون استثمار من هذا الحجم مربحا لاقتصاد البلاد، ومفيدا لسكان المنطقة؟ وماذا لو استثمرنا هذا المبلغ الهائل في قطاعات ومجالات أخرى بهذه المنطقة الفقيرة والهشة؟
أولا، هذا النوع من الملاعب أثبت إفلاسه بأكادير ومراكش وطنجة، وفي جنوب إفريقيا واليونان والبرازيل، بدليل أن الشركة المكلفة بتدبير الملاعب الثلاثة أعلنت إفلاسها، ولول مساهمة الدولة في صندوقها بمليار و800 مليون سنويا، لما بقيت إلى هذا الوقت.
هذه الملاعب أفلست لأننا لسنا مؤهلين لجعلها ذات مردودية، كما أن الأندية التي تلعب فيها لا تتحمل واجبات كرائها أو رفع قيمة هذه الواجبات، ما يجعل الملاعب غير قادرة على تحقيق التوازن المالي لتغطية مصاريف صيانتها، وإدارتها، ومائها، وإنارتها، و”أنترنيتها”، ومستخدميها، وحراسها، وسياراتها.
ثانيا، قد يقول البعض إن الملعب سيحتضن مباريات الوداد والرجاء، لكن آخر مباراة بين الوداد، البطل، والفتح، أحد أبرز أندية البطولة، حضرها 5 آلاف متفرج فقط، فما الجدوى من نقلهم إلى ملعب يتسع ل120 ألف متفرج، يبعد عن الفريقين ومشجعيهما ب70 كيلومترا. فالمشجع الذي لم يحضر إلى ملعب وسط مدينته، ويضرب ألف حساب لتذكرة 30 درهما، سنطلب منه غدا أن يقطع عشرات الكيلومترات.
ثالثا، قد يقول البعض إن الملعب سيستعمل في ملف المونديال، بمعنى أنه سيحتضن أربع أو ست مباريات في 2026، وهنا نطرح السؤال: ماذا لو استثمرنا ذلك المبلغ الهائل، الذي هو 350 مليارا، لبناء كلية وجامعة ومستشفيات في المدينة وفي المنطقة والقرى البعيدة وربطناها بالطرق والإنارة؟ وماذا لو أنفقنا ذلك المبلغ في تشجيع استثمارات مربحة ومفيدة للمواطنين، وبنينا مدارس في الدواوير النائية، وملاعب صغيرة قريبة من الشباب وفي متناوله؟ حتى لا تصبح المدينة حسيمة جديدة؟
أما المونديال، فحلم ومغامرة، إذا تحقق مشكلة، لأنه أرهق بلدانا قبلنا ودمرها (جنوب إفريقيا والبرازيل مثلا) وإذا لم يتحقق، فسيضع الكثير من المال والجهد والوقت. “آش خاصك آلعريان؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!