جهات

حملة تحسيسية بالبروج تحذر من تزويج القاصرات

نظّمت جمعية حقوق وعدالة، بتنسيق مع نادي قضاة المغرب بجهة البيضاء سطات وبدعم من برنامج الشراكة الدنماركية العربية، بالسوق الأسبوعي بالبروج التابعة لإقليم سطات، دورة تحسيسية تحت شعار “زواج القاصرات.. مشاكل وحلول”، من أجل الحدّ من ظاهرة زواج القاصرات التي عرفت انتشارا كبيرا وسط المجتمع القروي، خاصة مع ما يترتّب عنها من مشاكل متداخلة تمسّ جميع مستويات الحياة.

 

الدورة التحسيسية حول زواج القاصرات، التي نظّمت داخل خيمة بالسوق الأسبوعي بالبروج، استقبل خلالها المنظمون عددا من الآباء والأمهات، حيث جرى الاستماع إلى ما يخلّفه زواج القاصرات من مشاكل أسرية، وتقديم إرشادات ونصائح إلى الآباء والأمهات لحماية حقوق القاصرات، وإثبات النّسب وتحديد هوية الأطفال، والمسطرة المتّبعة في توثيق الزواج، ومحاربة الهدر المدرسي وضمان متابعة الدراسة للفتيات القاصرات، وتحسيس الجميع بالنتائج السلبية لظاهرة زواج القاصرات.

ولخّص الآباء والأمهات أسباب إقبالهم على تزويج بناتهم القاصرات وانتشار الظاهرة في العادات والتقاليد والأعراف المنتشرة في الأوساط القروية التي غالبا ما تعتمد زواج الفاتحة في صفوف القاصرات، والجهل بالقانون والفقر والطّمع، بالإضافة إلى التحرش الجنسي بالقاصرات أمام المؤسسات التعليمية، بحيث تبرم علاقات مع قاصرات تجعلهن يفرضن أحيانا على آبائهن الزواج أو التهديد بالانتحار، بالإضافة إلى عدم مراقبة الآباء لبناتهم اللواتي يبحرن في مواقع التواصل الاجتماعي دون حدود إلى غيرها من الأسباب.

 

وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال مصطفى أيت عيسى، رئيس المكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب، إن النادي ينخرط اليوم بشراكة مع جمعية حقوق وعدالة في حملة توعوية لساكنة مدينة البروج بعد نصب خيمة بالسوق الأسبوعي، من أجل تقديم الحلول للمشاكل المترتّبة عن ظاهرة زواج القاصرات، والتي استفحلت بالوسط القروي، لأسباب كثيرة منها انعدام الوعي، والنظرة البسيطة لهذا النوع من الزواج دون الانتباه إلى الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.

وأشار المتحدث إلى أن زواج القاصرات محفوف بالمخاطر؛ وهو ما يتطلب التحسيس والتوعية من قبل جميع المتدخلين للحد من هذه الظاهرة، ومعالجة الإشكالات القانونية، والإجابة عن أسئلة المواطنين والمواطنات، مسجّلا الإقبال الكبير من الساكنة، مضيفا أن المنظمين سيعقدون لقاء تواصليا غدا الاثنين بدار الطالب والطالبة بالبروج مع المتعلمات والمتعلمين، للتحسيس بمخاطر ظاهرة زواج القاصرات.

واعتبر الممثل الجهوي لنادي قضاة المغرب أن زواج القاصرات مشكلا اجتماعيا، مؤكّدا أن الحل الشمولي للظاهرة يكمن في تدخّل عدة جهات من أسرة ومدرسة وجمعيات وأخصائيين نفسيين، وعدم الاقتصار على الحل القانوني الذي تتبع فيه مسطرة تزويج القاصرات، التي يشرف عليها القاضي لإعطاء الموافقة أو رفضها.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!