حكيم سعودي
يثير الكتاب “سيمون دي بوفوار والنساء” للنسوية الفرنسية ماري جوزيف العديد من التساؤلات حول تصور دي بوفوار للمرأة وعلاقتها بها. يبرز الكتاب تصوُّر دي بوفوار الذي يتسم بالفخر بالجانب الذكوري في شخصيتها، وهو ما كان يُظهره والدها الذي كان يصرُّ دائمًا على أن لديها “عقل ذكر”. تُظهر الكتابات والمراسلات الخاصة بدي بوفوار الاحتقار البالغ للجانب الأنثوي، مما يفتح الباب أمام اتهامها بعداء النساء.
في أعمال دي بوفوار، يظهر تمركزها حول السعي لتحقيق المساواة مع الرجال عبر الوصول إلى الذكورة المتفوقة، دون أن تكون حقيقةً مهتمة بالنهوض بوضع المرأة. تُظهر أعمالها ومراسلاتها تحولًا في هويتها الأنثوية، حيث تعمل على تذويبها في النموذج الذكوري، وتجعل الذكورة المثلى هي المعيار الذي يجب على المرأة تحقيقه.
لا يُغفل الكتاب على تحامل دي بوفوار على المرأة، حيث تُعتبر النماذج الذكورية معيارًا يجب على المرأة السعي لتحقيقه، ويصبح التنكر للأنوثة السبيل الوحيد لتحقيق النجاح. يعتبر الكتاب أن المرأة تجد نفسها محكومة بالتكيف مع هذا النموذج الذكوري، ويُجبر على تغيير هويتها لتتماشى معه.
بالنهاية، يشير الكتاب إلى أن دي بوفوار لم تترك فرصةً للتحامل على المرأة في صفحات كتبها، حيث يظهر التناقض الواضح بين مطالبها بالمساواة وعدائها للنساء. تظهر أعمالها ومراسلاتها التي تبرز أهمية تكييف المرأة مع النموذج الذكوري والتخلي عن أنوثتها كشرط لتحقيق النجاح.
