أخبارإقتصادجهاترأيفن وثقافةمجتمع

البطالة بمدينة ابن سليمان

بدات ظاهرة البطالة اببن سليمان تستفحل منذ منصف الثمانينات وبداية التسعينيات من القرن الماضي بفعل النمو الديمغرافي الذي عرفته المدينة و كذا عدم قدرة الاقتصاد الوطني على استيعاب اليد العاملة بفعل صعوبات اقتصادية عرفها المغرب آنذاك و كذا صعوبة الولوج الى اسلاك الوظيفة العمومية نتيجة تزايد عدد المتخرجين من المعاهد و الجامعات الوطنية و تفشي ظاهرة المحسوبية و الزبونية و الرشوة كاحد الطرق المستعملة للحصول على وظيفة داخل الادارات المغربية .
فاصبح يتواجد داخل كل بيت تقريبا شاب عاطل او اكثر و كل من كتب الله الحصول على عمل في القطاع الخاص او العمومي يعيل بالاضافة لابنائه اخوانا عاطلين مما افرز ظواهر اجتماعية عدة لن نتطرق لها في هذا الموضوع.
سنحاول في هذا المقال قدر المستطاع تسليط الضوء على المكونات الثلاث الاكثر طلبا لليد العاملة لكل اقتصاد :الصناعة ،الفلاحة و التجارة و البداية من الصناعة:
عندما امر المرحوم الحسن الثاني بجعل اقليم بنسليمان متنفسا ايكولوجيا بين العاصمتين الادارية و الاقتصادية لم يدر بخلده او خلد مستشاريه ان هذا القرار سيحكم على الكثير من ابناء الاقليم بالبطالة و الفقر اذ ساهم قراره في تحويل وجهة الكثير من المصانع من بنسليمان الى مدن اخرى كبرشيد و بوسكورة .اذ انتفت الانشطة الصناعية بالاقليم التي تحتاج ليد عاملة باعداد كبيرة بصفة شبه كلية و كما يقال حصلت فلتة زمان
عندما استوطنت شركة ليوني بالحي الصناعي لبوزنيقة فاستقطبت اعدادا مهمة من الشباب المحلي و ساهمت في تخفيف الخناق عليهم و لكن الحلم لم يستمر طويلا اذ اغلقت الشركة المذكورة ابوابها و سرحت الالاف من العمال و نقلت كل نشاطها لمكان آخر لاسباب نجهلها و لا مجال للخوض فيها الان . سنمر الان الى المجال الفلاحي فرغم تصنيف الاقليم كمنطقة فلاحية الا انه لا يساهم بشكل جيد في التخفيف من حدةالبطالة بالاقليم ،فالفلاحة في الاقليم تعتمد بشكل كبير على الفلاحة الموسمية كزراعة الحبوب و بفعل الخصوبة الضعيفة للتربة و توالي مواسم الجفاف يكون الانتاج ضعيفا و لا يدفع الفلاحين الى الاستثمار فيه بشكل كبير ،و اما الزراعات السقوية فهي الاخرى ليست ذات قيمة مضافة كبيرة تؤهلها لاستيعاب اعداد مهمة من طالبي الشغل اذ المساحات المخصصة لها صغيرة و لا تستغل بشكل عصري كامل نظرا لضعف التمويل و صعوبة الحصول على قروض بنكية فرغم مخطط المغرب الاخضر الذي اطلقته الدولة في ما مضى الا ان الاستفادة منه لم تعطي ما كان منتظرا لاسباب ربما نتطرق لها في مكان آخر .
و مما زاد من ضيق افق النشاط الفلاحي التناقص الملحوظ في الاراضي الزراعي نتيجة ظهور موضة الفيرمات و الفيلات التي عرفها الاقليم .فالهواء المتميز و المجال البيئي الجميل و الغابات استهوت اغنياء المغرب و كبار المسؤولين لشراء و انشاء ضيعات و بناء بيوت و فيلات لقضاء عطل قصيرة بها .
كما ساهمت القفزة الكبيرة للعقار سنة 2007 في زحف الخرسانة المسلحة و الاسمنت على ضواحي المدينة فنبتت اقامات و احياء سكنية كثيرة .
و كنتيجة مباشرة و حتمية لانعدام الانشطة الصناعية و المردود الضعيف للفلاحة فان القدرة الشرائية للمواطن ضعيفة تجعل من الاستثمار في ميدان التجارة مغامرة كبرى كما ان القدرة الشرائية الضعيفة للمواطن ليست السبب الوحيد في الركود التجاري فوجود بنسليمان بالقرب من الدار البيضاء و المحمدية يدفع الكثير من المشترين الى التوجه صوب احداهما لاقتناء احتياجاته من الاسواق الكبرى و الفضاءات التجارية كمرجان و اسيما و القريعة و درب غلف الخ…..املا في توفير اموال لسد احتياجات اخرى
زد على ذلك فالفئة الميسورة و المتكونة من رجالات الجيش و اطباء و محامون و ارباب مشاريع يبيتون في المدينة و لا يشترون شيئا من متاجرها اذ يجلبون معهم ضروريات الحياة من خارجها .
و ارتباطا بظاهرة البطالة اتجه الشباب ببنسليمان الى الهجرة الى الضفة الشمالية للبحر المتوسط مستعملين شتى الطرق القانوني منها و الغير قانوني و منهم الكثير ممن ماتوا غرقا و هم يحاولون اجتياز البحر و منهم الكثير ممن ضاعت اموالهم على يد النصابين الذبن استغلوا لهفتم للهجرة و غرروا بهم ، اما من لم يستطع الهجرة فهو يمضي وقته في المقاهي التي انتشرت بصفة مهولة في المدينة .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!